في سابقة غريبة، اعتقلت قوات الأمن الألمانية شاب من مدينة زالتسغيتر شمالي البلاد، بعد أن زعمت الشرطة أنه غادر الحمام وترك صنبور المياه الساخنة، بالإضافة إلى صنبور المرحاض مفتوحًا طوال عام كامل؛ ما أدى إلى استهلاك 7 ملايين لترا من المياه خلال العام الماضي.
وذكرت شرطة زالتسغيتر أن الشاب (31 عاما)، تعمد الإهمال في ترك صنبور المياه مفتوحًا ما ألحق “أضرارا بالغة” بالمبنى السكني، الذي كان يقطنه.
إخضاع بـ “رذاذ الفلفل”
وفي رد فعل على سبب اعتقال ألماني بسبب حنفية مياه تشاجر الرجل مع عناصر الشرطة عندما وصلت إلى المبنى، ما أجبر عناصر الأمن إلى استخدام “رذاذ الفلفل” لإخضاعه.
وكانت إدارة المبنى استدعت الشرطة الألمانية بعد وقوع سد في مصارف المياه، ما أدى إلى تسرب الماء خارج المبنى إلى الشارع الرئيسي.
وقالت الشرطة إن الشاب نقل إلى مستشفى للطب النفسي لتقييم سلامة قواه العقلية.
دعوات توفير استهلاك المياه
وتأتي ألمانيا ضمن الدول الأوروبية بالإضافة إلى السويد الذين قدموا دعوات لشعوبهم بشأن ضرورة توفير استهلاك المياه، في ظل نقص تشهده دول القارة في منسوب المياه الصالح للشرب.
وتكثف الدول الأوروبية التشريعات القانونية التي تجرم استهلاك المياه بطريقة مبالغة، وذلك بعد ظهور عدة تقارير تثبت أن مياه الصالحة للشرب في تناقص، إثر عمليات التلوث وزيادة نسب المواد الكيميائية في مياه الشرب.
وبلغ معدل تضرر مياه الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا بالألياف البلاستيكية 1.9 لكل 500 مليلتر مقارنة بـ4.8 في الولايات المتحدة.
وأضحى تسرب الألياف البلاستيكية إلى الغذاء والشراب أمرا مقلقا لعدد من هيئات الصحة حول العالم، ففي ألمانيا، مثلا، وجدت بعض الدراسات نسبة ألياف بلاستيكية في كافة ماركات “البيرة”، كما وجدت ألياف مشابهة في مادتي العسل والسكر.
وفي ذات السياق، قال علماء أمريكان إن 80% من مياه الصنبور حول العالم ملوثة بجزيئات البلاستيك، وأن الولايات المتحدة الأولى في معدل التلوث، حيث يبلغ 93%، يليها لبنان، والهند، وتأتي بريطانيا، وألمانيا وفرنسا في آخر القائمة، ورغم ذلك فإن مستوى التلوث يصل إلى 72%.
ونبه باحثون في تحذير آخر، إلى أن عينات مائية من مختلف دول العالم جرى العثور فيها على “ألياف بلاستيكية” مضرة، وهو ما يعني أن الناس قد يواجهون متاعب صحية عدة في المستقبل بسبب التلوث.