أخبار عامة

مفاجأة.. بالجولات الأولى لـ انتخابات اليونسكو: «تصعيد غير متوقع»

انتخابات اليونسكو

بعد مقاطعة دول الجوار وتصاعد الأزمة بالبيت الخليجي، يحدوها الأمل في الفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، حيث استطاع المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، بشكل غير متوقع نظرًا لظروف المشهد الإقليمي بالمنطقة، أن يتصدر أعلى الأصوات في الجولتين الأولى والثانية من انتخابات اليونسكو المنعقدة في مقر المنظمة بباريس.

وبحصول الدوحة على 20 صوتا في الجولة الثانية من السباق الذي يتنافس فيه سبعة مرشحين بينهم ثلاثة عرب، تكون قطر على بعد خطوات قليلة من اللحظة الحاسمة في جولات قد تمتد حتى 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وبالنظر إلى باقي المتنافسين، فإن مرشحة فرنسا أودري أزولاي حلت بالمرتبة الثانية بـ13 صوتا، تلتها مرشحة مصر مشيرة خطاب بـ12 صوتا، ثم جاء مرشحا فيتنام والصين بخمسة أصوات، وأخيرا مرشحة لبنان بثلاثة أصوات. ويشارك في التصويت ممثلو 58 دولة أعضاء بالمجلس التنفيذي للمنظمة.

ويتضح من توزيع التكتلات الصوتية لمندوبي 58 دولة أعضاء بالمكتب التنفيذي للمنظمة الذين أدلوا بأصواتهم، أن أربع دول أصبحت خارج المنافسة الآن، وهي أذربيجان وفيتنام والصين ولبنان، وهو ما يعني أن هناك 15 صوتًا سيتم إعادة توزيعها على المرشحين الثلاثة المتنافسين.

ويعوّل كثير من المراقبين على الجولة الثانية من انتخابات اليونسكو اليوم الثلاثاء، التي من المتوقع أن تحدد بشكل كبير المرشحين المتنافسين على المقعد، بالرغم من أنه في كثير من الأحيان لا تحسم الأمور حتى بعد أربع جولات، ويتم اللجوء إلى القرعة.

وسيجرى التصويت بالترتيب الأبجدي للدول الأعضاء بالمجلس التنفيذي عن طريق الاقتراع السري على خمس جولات كحد أقصى خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري وذلك حال لم يحصد أي مرشح أغلبية مطلقة في الجولات الأربع الأولى وهو ما يشكل 30 صوتا على الأقل.

انتخابات اليونسكو
الكواري مرشح قطر في انتخابات اليونسكو

من هو المرشح القطري؟

يرى مرشح دولة قطر  أحد المتنافسين ضمن انتخابات اليونسكو أنه قادر على العمل على إعادة تعريف المجتمع الدولي بالمنظمة مما يخلق تجاوبا يساعد على تجاوز الصعوبات التي تعانيها.

ويخوض الدكتور «الكواري» (مواليد 1948) معركته على منصب الأمين العام للمنظمة الدولية، باسم دولة قطر، انطلاقاً من خبرته في مجال العمل الثقافي والتنمية الثقافية، واستنادًا على علاقات متينة من التعاون الثقافي بين قطر واليونسكو، أخذت في العام 2003 منحى جديداً بتعيين الشيخة موزة بنت ناصر والدة الأمير القطري مبعوثاً خاصاً لليونسكو في مجال التعليم الأساسي والعالي.

وشغل الدبلوماسي السابق منصب مستشار بالديوان الأميري القطري، وعمل إلى قبل أكثر من أربعة عقود من الزمن في السلك الدبلوماسي ممثلا لبلده في لبنان وسوريا وفرنسا وإيطاليا، وأتاح له تكوينه ومسيرته المهنية اتصالا وثيقا بالتنوع الخصيب لثقافات العالم، وهو يطمح لأن يكون أول عربي يفوز بمنصب الأمانة العامة لليونسكو.

وحصل المرشح القطري عام 1970 على ليسانس في الدراسات العربية والإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حاز على الماجستير 1980 في الفلسفة السياسية من جامعة السوربون بباريس، ثم على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ولاية نيويورك (ستوني بروك) في العام 1990.

وشغل «الكواري» منصب مندوب قطر لدى اليونسكو، ثم أصبح مندوبا لدولة قطر لدى الأمم المتحدة (نيويورك)، وسفيرا غير مقيم في الأرجنتين وكندا والبرازيل خلال الفترة ما بين عامي 1984 و1990.

وبالإضافة إلى تلك الوظائف، تولى الكواري عددا آخر من المهام من بينها نائب رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة (العضو المنتدب)، وعضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لدول الخليج العربي.

اقرأ أيضًا: مشيرة خطاب تخوض الجولة الثالثة لانتخابات اليونسكو

 

أزمة اليونسكو تنتظر أموال قطر

عام 2011 شهد تعثر وضع اليونسكو المالي، حيث ألغت الولايات المتحدة مساهمتها الكبيرة في ميزانيتها احتجاجا على قرار المنظمة الدولية منح الفلسطينيين عضوية كاملة فيها؛ مما أجبر واشنطن على تقليص برامجها ووقف عمليات التوظيف.

وساء الوضع أكثر بعدما هددت اليابان بحجز مبالغ مستحقة للمنظمة في 2016 بعد أن ضمت يونسكو وثائق قدمتها الصين عن مذبحة نانجينغ التي وقعت عام 1937 في برنامج «ذاكرة العالم».

وفي ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها اليونسكو من تزايد العجز المالي بميزانيتها مؤخرًا، يبقى التمويل القطري الداعم للمنظمة ويشكل حظ أوفر للمرشح القطري في انتخابات مقعد مدير المنظمة الأممية.

ومن جانبها، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقرير إخباري يفيد بأن أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو استقبلوا رسائل إلكترونية تشير إلى أن «المرشح القطري قد طمأن الموظفين المتضررين من الأزمات المالية التي عانت منها المنظمة، وأنه تمكّن من إبعاد منافسيه، وأن بعض المرشحين قد انسحبوا بالفعل لصالح المرشح القطري، بالإضافة إلى سيل من التمجيد في مرشح الدوحة»، بحسب ما أوردته الصحيفة.

ويتخوف بعض المراقبين من سرية التصويت على انتخابات اليونسكو والتي تترك الاحتمالات معلقة حتى الخميس المقبل إذا لم تحسم قبل ذلك، حيث يفتح نظام التصويت السري الطريق أمام الترتيبات غير المعلنة و المواءمات وهو ما قد يدفع بعض الدول لتغيير مواقفها سرًا حال تعرضها لضغوط أو لتحقيق مصالح دون أن تشعر بالحرج، ويمكن أن تكشف الأيام المقبلة عن شكل الأنشطة السياسية وراء الكواليس بين أعضاء المجلس التنفيذي.

 

تأثير المقاطعة العربية على انتخابات اليونسكو

وتحوّلت كواليس انتخابات اليونسكو إلى ميدان إضافيّ للمواجهة الدبلوماسيّة بين قطر ودول الرباعي العربي المقاطعة لها، وهم (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، في المنافسة على حشد الأصوات لمرشّحيها، حيث أعلنت الدول الخليجيّة المقاطعة للدوحة، تأييدها المرشّحة المصريّة لليونسكو السفيرة مشيرة خطاب، والتي استحوذت على دعم المجموعة الأفريقيّة التي تضمّ 13 دولة في المجلس التنفيذيّ لليونسكو، عبر قرار صدر عن القمّة الأفريقيّة التي عقدت في تمّوز/يوليو الماضي بأديس أبابا.

وبالرغم من أن دول المقاطعة تلعب دوراً كبيراً في الترويج للمرشحة المصرية بين دول المجلس التنفيذي لليونسكو، كما كان من المتوقع أن تقلص الأزمة الخليجية فرص «الكواري» للفوز في انتخابات اليونسكو؛ بسبب التخوف من انعكاسات الأزمة الدائرة بين الدوحة ودول الجوار الخليجي ومصر، فإن الأصوات الأكبر في الجولة الأولى للانتخابات الأممية ذهبت إلى مرشح قطر.

وقطعت مصر و4 دول خليجيّة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر في 5 يونيو/حزيران الماضي، لاتهامها بدعم جماعات إرهابية وتأييد إيران، الأمر الذي تنفيه الدوحة، في حين فشلت جهود الوساطة الدبلوماسية التي قامت بها الكويت ودعمتها قوى غربية في إنهاء الأزمة.

 

مصر ما بين شراسة المرشح القطري ومزاحمة فرنسا للعرب

تعقد المشهد العربي وحظوظ فرص مرشحيه للفوز بمنصب الأمانة العامة لليونسكو؛ بسبب تفتيت الأصوات إثر تصاعد الأزمة الخليجية الراهنة، حيث يشكل قرابة نصف عدد المرشحين من العرب، مقابل تكتل أوروبي لدعم فرنسا.

المشهد يعيد للأذهان تكرر سيناريو دخول مصر نفس المعركة بترشيح إسماعيل سراج الدين عام 1999 ومن سوء الحظ أنه اصطدم بمرشح عربي آخر هو السعودي الأديب غازي القصيبي فخسر الاثنان وفاز حينها الياباني كوشيرو ماتسورا.

وفي أول رد فعل على حصول قطر على أعلى الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات اليونسكو، أطلقت حملة مرشحة مصر والقارة الإفريقية مشيرة خطاب هاشتاج على مواقع التواصل تحت عنوان «أنقذوا اليونسكو من الإرهاب».

وعن نتائج الجولات الأولى من انتخاب اليونسكو صرحت السفيرة خطاب في تصريحات تلفزيونية، إنه «بالرغم من أنها مرشحة أفريقيا، إلا أن هناك بعض الدول من أفريقيا رفضت أن تمنح مصر صوتها في الانتخابات ولكن لن يتم الإعلان عن هذه الدول»، لافتةً إلى أن صعود قطر أمرًا معروفًا، لكن المفاجأة أن عدد الأصوات التي حصلت عليها الصين أقل من المتوقع.

ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قطر بشراء الأصوات في المنظمات الدولية، معتبرًا أن حمد الكواري المرشح القطري للمنصب، يفتقر إلى الثقافة والتحضر.

وقال شكري، في حوار صحفي إن «استخدام الأموال لتعزيز موقف مرشح قطري أمر خارج عن إطار مبادئ الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، ويعكس اتجاه للشخصنة والانتهازية، وهو ما لا يمكن قبوله».

 

 

 

 

 

 

 

 

Araby Day

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية
أخبار عامة

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية وتهدد بالرد بالمثل على قرارات ترامب

إيران قامت بالرد على ما تم إصداره من عقوبات أمريكية بحقها بأنها غير ذات أهمية وتتجاهل ما تم فرضه من
أردوغان
أخبار عامة

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل في زيارتها لتركيا بعد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا في