الكثير مننا لايعرف كيف يؤثر عقله وتركيزه على كل حياته، مما قد يكون سببا في نجاحهم أو فشلهم أكثر من أي عوامل أو ظروف أخرى خارجية.
فالبعض قد يخاف من مجرد المحاولة من التعرض إلى الفشل، في حين أن أكثر أسباب الفشل انتشارا هو الخوف من الفشل نفسه.
ومن هنا التقينا بالدكتور حسام علي صالح استشاري التنيمة البشرية، ليوضح أبسط الطرق للتغلب على الخوف من الفشل.
أبسط الطرق للتغلب على الخوف من الفشل
الخوف من الفشل يكبل عقل صاحبه ويمنعه من محاولة تحقيق أحلامه، أو مجرد البدء والسعي في تنفيذها بل وقد يتسبب في تجنبه تطبيق أفكاره مهما كانت رائعة.
قد يتسبب الخوف في أن يحيا الكثيرين طوال حياتهم يشتكون من الواقع ويتمنون تغييره ويتذمرون مما وصلوا له دون محاولات تذكر لتغييره.
لذلك تنتهي حياتهم وكل أحلامهم وأمالهم حبيسه داخل عقولهم دون أن ترى النور، و غالبا ما يتفاجئوا بأن غيرهم قد نفذ أفكارا مشابهة وحقق أهدافه وأحلامه وهم لازالوا يحبسون أنفسهم داخل مخاوفهم ويضعون أفكارهم داخل أقفاص الخوف من الفشل.
عادة ما يأتي النجاح بعد الكثير والكثير من المحاولات والتي يسميها البعض بالفاشلة، في حين أن الفشل فقط يلازم من يتوقف عن المحاولة.
وتلك المحاولات هى التي تقربنا من أهدفنا وتعلمنا كيف نصل إليها فهى تضيف لنا خبرات وتساعدنا لنتعلم وننمو، ونكتسب الكثير من المهارت الهامة لنجاحنا، لذا فيمكننا أن نسميها “محاولات نحو النجاح ” لأنه لا يوجد نجاح بدون محاولة.
فمن يتوقف عن المحاولة هو من يحكم على نفسه بالفشل وهو من يتنازل عن حقه في النجاح وفي أي شئ له قيمة في الحياة.
ففي الحياة لاتوجد نتائج مجانية دون سعي أو محاولة ولأن الناجح دائما يركز على هدفه ويشعر بقيمته ويستمر حتى ينجح في تحقيقه مهما كانت الظروف والعقبات ومها احتاج الآمر من جهد أو تسبب له في بعض الآلم المؤقت.
لكنه يصر ويحاول ويثابر ويستمر يحاول حتى ينجح فرغبته في النجاح تملئ عقله ومشاعره وهو مقتنع بأن هدفه يستحق ولايسمح لشئ أن يوقفه عن الوصول اليه.
الانسان لا يفكر إلا في أن يتعلم وينجح ولايتوقف عن ذلك أبدا فهو يحيي حلمه ويشعر به داخل عقله وهو متجه اليه بكل تركيزه مهما سقط أو تعثر ومهما واجهه من عقبات أو تحديات.
فهو لايفكر في عدد المرات التي يسقط فيها ولكنه يتعلم منها ويحاول مجددًا ثم يكرر المحاولة بشكل أفضل ثم يكررها بشكل أخر أفضل حتى يصل.
على سبيل المثال، تذكر كيف تعلمت المشي، وكم عدد المرات التي سقطت فيها، وكم حاولت ثم حاولت، ولكنك لم تكف عن المحاولة حتى اتقنت المشي ووصلت لما تريد.
فهل كان تركيزك وقتها في الصعوبة أم في المشى، وهل أوقفك شئ وكم مرة وقعت؟ ترى هل أوقفك ذلك وقلت يكفي أنني وقعت مئات المرات؟ أم ترى بماذا كنت تفكر؟ أم أنك كنت تفكر فقط بأنك تريد أن تمشي ؟
وتبدأ كل مرة بحماس وباصرار أكبر على الوصول، فلم نرى طفلا توقف عن المحاولة بسبب المرات التى سقط فيها ولم نراه ترك المحاولة قبل أن ينجح مهما استغرق ذلك من الوقت.
ترى لماذا يحدث ذلك وكيف؟ وهل فعلا عقلك يدعمك لتحقيق النجاح ؟ نعم عقلك مبرمج على النجاح فقط فهو يزيدك وينجحك في الشيء الذي تفكر فيه وتركز عليه أغلب الوقت عندها يدعمك ويزيدك فيه باستمرار .
تركيزك على الشكوى والبكاء يزيدك شكوى ويوفر لك كل الأعذار والأشياء التي تشكو منها حتى تصبح من أنجح وأكثر الشاكين والبكائين.
كما أن تركيزك على الفشل سيزيدك من أسباب الفشل، ويدعمك بكل مقومات الفشل ويثبت لك أنك فعلا تستحق الفشل ولا يمكن لأي محاولة لك أن تنجح.
وإن كان تركيزيك على الخوف فستصبح أكثر الناس خوفا ورعبا في هذا العالم، وستتخيل وترى كل شئ يدعم خوفك حتى تمتلئ رعبا.
يعد تركيزك هو الإتجاه المطلوب منه أن يساعدك على النجاح، وإن كان تركيزك على نفسك فقط فسيزيدك من كل الأسباب التي تجعلك تركز على نفسك أكثر حتى لاترى كل العالم من حولك إلا نفسك.
وستكون من أكثر البشر أنانية وعزلة، وستظهر لك كل الأسباب التي تبعدك عن الأخرين، ويجعلك تفعل ما ينفرهم منك ليزداد تركيزك على نفسك كما وجهته في البداية.
لقد وهبك الله عقلا رائعا يجعلك تنجح في كل اتجاه تتوجه إليه بشكل قد لايمكنك أن تتخيله.
إذا ركزت على النجاح والحب والعطاء وتحقيق الخير والتركيز على أن يكون لك دور ايجابي في حياتك وحياة من حولك، وكانت حياتك مبنية ومركزة على قيم إيجابية ومعاني سامية وروحانية، فستجد كل أسباب النجاح التي تدعمك.
النجاح هو معد ومبرمج للإتجاه الذي توجهه فيه، وإن كنت قد فعلت ذلك من قبل في تعلم المشي والكلام والكتابة واللغة، فهناك الكثير من المهارات والأشياء التي تعرفها جيد وتتقنها في حياتك الآن.
أنت الآن أكثر نضجا وخبرة ومهارة إما في السابق فكان الأمر يتعلق بمهارات أساسية كالمشي أو الكلام أو الكتابة أو في شئ محدد فقط.
والآن حياتك تستحق المزيد من الجهد والتركيز والكثير من المحاولة حتى تحقق النجاح والسعادة في كل جوانب حياتك بإذن الله.
أخيرا
نتمنى لك التمتع بحياة مليئة بالنجاح والسعادة والطاقة والحيوية والانجازات الرائعة والدائمة، وتذكر دائما أنك أنت من يوجه عقلك بحسب تركيز وأنه سيدعمك في الإتجاه الذي تصر وتستمر في التركيز عليه.
