” اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك ” مثل شهير من تراثنا المصرى والعربى.
هل نستخدم هذا المثل فى حياتنا الآن ؟
هل يتنافى تطبيق هذا المثل مع الشرع أو حتى العرف السائد فى مجتمعنا المصرى؟
هل تطبيقه ينتقص من قيم وثقافة الرجولة عند الأباء؟
ومن هنا التقى “اليوم العربي” بـــ الدكتور أيمن عيسى خبير التنمية البشرية والإرشاد الأسرى، حيث يوضح لنا ما الغرض وراء هذا المثل الشهير.
أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهنك عزيزى القارىء حين تسمع فقط هذا المثل وتجربه، فلم يجربها الكثير من الأباء.
وذلك لأن المرأه الآن اختلفت كثيرا عن المرأة قديما التى كانت حبيسة منزلها وحتى التعليم كانت تتلقاه فى بيتها وتلك كانت ثقافة سائدة حتى عند العائلات الكبيرة.
أما الآن فقد خرجت المرأة للتعليم وللعمل وتمتعت بذمة مالية مستقلة وهو حق لها وافقها عليه الشرع وحرمتها منه ثقافة المجتمع قديمًا.
حق المرأة
إذن فمن حق المرأة التى اختارت مستقبلها ونوع تعليمها والعمل الذى تفضله أن تختار شريك حياتها بنفسها ثم تأتى موافقة الأهل أو يتقدم شاب لها من الأسرة أو الجيران أو المعارف ليطلب خطبتها “زواج الصالونات”.
ومن حقها أن تقبل أو ترفض وهذان هما النموذجان السائدان فى مجتمعنا المصرى خاصة النموذج الثانى شبح العنوسة وهو ما تخاف منه الأسرة والفتاة نفسها، خاصة المتعلمة أن تقع فى مشكلة العنوسة لأن المتعلمة تود تحقيق ذاتها فى عملها بعد أن انتهت من مشوار التعليم الطويل.
ويوما بعد الأخر نراها تدقق فى اختيار شريك حياتها وهذا من حقها، ولكنها تنسى أن الايام تجري بها وتستفيق فجأة لتجد أن عمرها تجاوز الثلاثون أو أكثر دون أن توفق فى الحصول على شريك الحياة، وهنا تبدأ المشاكل.
ولا نغفل التنازلات لمجرد الحصول على زوج كباقى البنات، ومن الأكيد أن سعى الأب في أن يخطب شابا لابنته هو مسعى حميد لا يتنافى مع شريعتنا أو ثقافة الرجولة والشهامة.
فالأب لا يريد سوى اسعاد ابنته والاطمئنان عليها، وعندنا المثل من القرأن الكريم قصة سيدنا شعيب عليه السلام حينما علم أمانة سيدنا موسى عليه السلام وخلقه الطيب.
فقالت إحدى ابنتيه “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” وعندما عرف الأب النبى الكريم ما تريد ابنته فذهب يخطب موسى لابنته فقال له “قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ” .
متى يخطب الأب لابنته ؟
قبل أن يخطب الأب لابنته عليه أن يتأكد أن ابنته قد وصلت لمرحلة النضوج الجسدى والفكرى والعقلى والاجتماعى، وأنها قادرة على تحمل المسئولية.
شروط الزوج
على الأب أن يتأنى فى خطبة عريس لابنته وأن يكون ذا دين وخلق وسمعة طيبة وصحة سليمة ومن أسرة طيبة، علاوة على قدرته على توفير بيت للزوجية ولديه عمل يكسب منه رزقهما.
على الأب أيضا أن يتشاور مع ابنته ويتحدث معها وإن لم يستطيع تقوم الأم بهذا الدور وتعريفها بمواصفات الخاطب كذلك عليه أن يسمح لهما بحق الرؤية فى حضور الأسرة لأن ذلك من أصل الدين وصحيحه فان وافقت استمرت باقى اجراءات اتمام الزواج وإن رفضت فلا يجب اجبارها.
وهنا يؤكد الدكتور أيمن عيسى أن خطبة الأب زوجًا لابنته هو أحد أهم الوسائل للقضاء على العنوسة، ويوفر وقت وجهد كبيرين على البنت التى قد تقع فريسة للأوهام والكلام العاطفى فقط.
كذلك هى وسيلة هامة للقضاء على عنوسة الفتيات وتأخر سن الزواج لهن لو طبقنا الشروط السابقة.
فى النهاية نتمني لكل أب محب لابنته ولكل بنت تبحث عن شريك لحياتها أن يوفقوا وأن يعيشوا حياة سعيدة يملأها الحب والدفء.
