رياضة وفن

التلوث السمعي في الفن الحديث

التلوث السمعي

ليس من العجب أن نسمع عن التلوث السمعي ، ولكن العجب هنا عندما نسمع عن مصطلح التلوث السمعي في الفن الحديث .، قديما كان التلوث السمعي مقصورا علي أصوات الآت التنبيه بالسيارات أو أصوات مكبرات الصوت بالمأتم والأفراح ، ولكن في العصر الحديث ظهرت مصطلح التلوث السمعي في الفن الحديث فقد تحول الفن مصدرا للإزعاج فمنذ زمن ليس ببعيد كان للفن رسالة سامية حيث يهدف إلى رقي المجتمع و الأخلاق ، أما الآن فقد تحول الفن من وسيلة هادفة لتطوير المجتمع والحفاظ علي الأخلاق الراقية بل و غرسها في المجتمع إلى وسيلة هادمة لكافة المعاني الراقية في المجتمع والأخلاق.

الغناء
اتسم الغناء قديما بالألحان العذبة الهادئة وجمال الكلمات الراقية وفصاحتها وحسن المعني البلاغي وتميز بالمعاني التي لا تخدش الحياء فكان للفن قيمة .
أما حديثا فقد تحول الغناء إلى الألحان والكلمات التي تتسم بالإيقاع السريع والتي تشبه الوجبات السريعة التي لا فائدة لها وذلك من خلال التحكم بمجموعة من الأزرار وكذلك فإن كلمات الأغاني الحديثة تخلو من المضمون والمعاني المفهومة بل تتركز علي الكلمات التي لا تتناسق مع بعضها البعض والتي تخدش الحياء ولا تتناسب ابدأ مع ثقافة المجتمعات وقيمه وعاداته وأخلاقه فلا كلمات ولا مضمون ولا معني ، سوي الموسيقي الصاخبة ، فقد أصبحت الأغاني هابطة تهدف إلى تدمير الأخلاق وتدمير اللغة العربية وجعلها ركيكة وتحطيم الأحاسيس المرهفة والمشاعر الطيبة والإنسانية داخل الفرد .
هذا النمط من الغناء تسبب في التلوث السمعي لدي أفراد المجتمع الذين كانوا يستمتعون بالكلمات العذبة والألحان الهادئة التي كانوا يجدون فيها سبيلا للراحة والطمأنينة والسبيل إلى الرقي في الأخلاق والمشاعر وغرس القيم الجميلة والأحاسيس المرهفة التي كانت موجودة في زمن الفن الجميل والتي نفتقدها اليوم .

الدراما ( المسلسلات والأفلام والمسرحيات )
أيضا تأثرت المسلسلات والمسرحيات والأفلام كغيرها من أشكال الفن الأخرى بما يحدث فقد تحولت المسلسلات إلى ساحة مفتوحة دون إحكام للألفاظ الخارجة والتي تخدش الحياء ، في زمن الفن الجميل كنت تشاهد المسلسلات والأفلام والمسرحيات دون أن تخشي علي طفلك من أي شئ فقد كانت تتميز بالكلمات الراقية والمعاني السامية ، أما الآن تخشي أن تترك طفلك يشاهد التليفزيون بمفرده نظرا لما تحتويه من مصطلحات وكلمات خارجة تخدش الحياء ، ولم يتوقف الأمر علي هذا بل أصبحت هذه المسلسلات والأفلام والمسرحيات تغرس في أفراد المجتمع الإباحية والخلاعة والوقاحة فأصبحنا نسمع الكثير من الألفاظ الخارجة والخادشة للحياء في الشارع دون خجل أو حياء ، وبهذا أصبحت في نهاية المطاف الوسيلة أو الطريقة لخلق أجيال بلا أخلاق ولا قيم ولا حياء وأيضا طمس الملامح الثقافية والاجتماعية واللغوية للمجتمعات العربية ، وأصبح هذا النوع من الفن يشكل نوع من أنواع التلوث السمعي الأكثر خطورة علي المجتمعات .

البرامج التليفزيونية :
أصبحت البرامج التليفزيونية كالمصاطب بل أبشع فنجد مقدم برنامج يتراشق بالألفاظ علي زميله مقدم برامج في قناة أخرى أو في نفس القناة ليس فقط ولكن نجد الكثير من الألفاظ الخارجة ، وتحولت بذلك البرامج التليفزيونية من وسيلة لرفع وعي أفراد المجتمع وتوصيل رسالة لهم إلى مصدر للتلوث السمعي وإثارة الاشمئزاز لما يحدث بها .
لقد فقد الفن أصالته وتميزه وأصبح واقع بشع نعيشه فتاهت رسالته وتحول الفن من ماضي عريق أطلق عليه زمن الفن الجميل إلى حاضر مرعب .

Araby Day

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

انجلينا جولي
رياضة وفن

انجلينا جولي تتحدث اعتراضا على قرار دونالد ترامب

خرجت الممثلة انجلينا جولي لتدلي بتصريح يوم الخميس الماضي في جريدة نييورك تايمز وكتبت في مقال افتتاحى بها “اللاجئون هم
أحمد فهمي
رياضة وفن

أحمد فهمي يخلع قميصه على مسرح ” أرب ايدل “

احمد فهمي ، مطرب وممثل ومقدم برنامج أرب ايدل ، وشخصية فنانة وموهوبة وخفيفة الظل أيضا ، وكان فيما مضى