بدانة الأطفال تصيب الآباء دائما بالإحباط، فهم لا يستطيعون في الغالب إجبار أبنائهم على اتباع الحمية الغذائية، ويصنف واحد من كل 5 أطفال الآن بأنهم يعانون من السمنة المفرطة، وتضاعف عدد الأطفال البدناء بشدة بين عامي 2012 و2016، وقد ازدادات نسبة الأطفال الذين يلجأون إلى الجراحة وتكميم المعدة للتغلب على البدانة.
حيث ارتفع الإقبال على المأكولات السريعة حيث أنها أرخص من الغذاء الصحي، كما أن ظروف عمل الأم والأب معا يمنعان من تقديم وجبات صحية لأطفالهم.
هل الجراحة هي الحل الأمثل لعلاج بدانة الأطفال؟
ويقول الدكتور أشيش ديساي، وهو طبيب متخصص في السمنة في مرحلة الطفولة في مستشفى كينجز كوليج البريطاني، أنه يرى أن الأطفال الذين تعدى وزنهم الـ30 كجم، لا يستطيعون فقدان الوزن بمفردهم دون اللجوء إلى الجراحة.
ويضيف دكتور ديساي أنه يؤمن بضرورة الكفاح من أجل إنقاص الوزن، لكن عندما يتخطى الوزن معدلات كبيرة ويكون وزن المراهق الصغير الذي لم يتعد عمره 13 سنة، ولكن وزنه يفوق الـ100 كجم، هنا لابد من إجراء الجراحة، حيث يكون تعرض وقتها بالفعل لأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني، وربنا ينقطع تنفسه خلال النوم مما يعرضه لفقد حياته نفسها، لذا هنا لابد من التدخل الجراحي السريع، حيث أن الحمية الغذائية لن تنقذه.
دور الأباء من إنقاذ أبنائهم من البدانة
ويلقي المجتمع غالبا اللوم على الآباء إذا أصيب أبنائهم بالبدانة، ويقولون دائما أن عليهم ملء الثلاجة بالطعام الصحي، لكن من ناحية أخرى فإن غلاء الأسعار المبالغ فيه جعل الخضراوات فقط تقفز لأرقام خيالية، بالإضافة إلى الفاكهة، مما يجعل اللجوء إلى الأرز والمكرونة والخبز أسهل وأرخص وبالتالي ارتفاع نسبة بدانة الأطفال.
كما أن الخروج للعب في الشارع خطر نظرا لجرائم الخطف والبلطجة بالإضافة لحوادث الطرق، واللجوء إلى النادي يحتاج إلى مصاريف إضافية، بالإضافة لعدم وجود الوقت للذهاب إلى النادي مرة أو مرتين أسبوعيا.
صحيح أن على الآباء محاولة البحث عن وسائل بديلة لشغل أوقات أبنائهم بعيدا عن الشارع وعن الإفراط في الأكل، لكن إذا سبق السيف العزل، واضطررتم للجوء للجراحة للحفاظ على حياة الأبناء فلا يجب التفكير مرتين.