الخال : ” و لو الورجة يا بنت الخال تكفي لأعبيلك نهر النيل والله بكفي “
هذا ما قاله الخال عريس أبنود. في جوابات الأسطى حراجي القط لزوجته فاطمة أحمد عبد الغفار الكاينة في جبلاية الفار حين كان في أسوان يعمل بالسد العالي لا يكفي الكلام عنه مهما توفر لدينا الحبر و الورق من الصعب جداً أن نبدأ حديثاً عن الخال و ينتهي كما ينتهي عادة في الحديث عن أي شئ
فالحديث عن الخال يأتي بكثير من الذكريات الخاصة بكل صعيدي مصري عاش بين شموس و ظل أرض مهدها الأحفاد للأبناء فإن كان الحديث بدأ عنه فنتذكر لحظة حرارة رأس قد بردتها قفزة في نهر النيل في فلوكة جدي لأمي من مرة شعرت فيها بالجوع و ذهبت إلى بيت عمتى و أعطتني قطعة الخبز الشمسي المدهون بالسمن و العسل و السكر و الحب من بين يديها السمراء من نهار شمس جمعت فيه خضار البيت في أرض قد حصدها جدي لأبي.
الحديث عن عبد الرحمن الأبنودي هو بمثابة حجز تذكرتين لقطار الصعيد الذي لا يقف و لا يهدأ حين تحكي له حكايات أبو زيد الهلالي و السيرة الهلالية رقصاً طوال الطريق حتى تطرق باب العمة يامنة بعد سنين الشقاء من أجلالنجاح فللنجاح طعم لا يعرفه غير من ذاق مرارة الغربة بعيداَ عن بيت الأهل و حضن الأم و ضمة يد الأب و إبتسامة إبنة العم في فرحة جمع التوت من شجرة عمرها من عمر طول العمر اللي جاي .
من أهم أعمال الخال الأبنودي :
قدم العديد من الأعمال الهامة جداً التي ستبقى محفورة في ذاكرة من سمعها مرة ، فهو من قال :
(أحلف بسماها و بترابها و قال أنا كل ما أجول التوبة عيون القلب و آه يا أسمراني اللون سعات سعات و شيكولاتة و برة الشبابيك يونس و له دواوين كثيرة منها الأرض و العيال الزحمة ، عمليات أنا و الناس بعد التحية و السلام وجوه على الشط الممنوع المشروع جوابات الأسطى حراجي التي تجمل توثيق بناء السد العالي و أحزان عادية و السيرة الهلالية و خمسة أجزاء من سيرة بني هلال و العمة يامنة ) .
توفى الشاعر الكبيرعبد الرحمن الابنودي إلى رحمة الله تعالى ودفن في الاسماعيلية حيث كان يعيش آخر سنوات عمره ، و أتسمت جنازته بحضور عدد كبير من الفنانين الذين أشتركوا معه في أعمال فنية مثل محمد منير و على الحجار و عدد من رجال الدولة و المثقفين و الكتاب ، ولد و توفى في شهر إبريل بفارق 76 عاماً .
ما قدمه إلينا عبد الرحمن الابنودي هو ميراثنا فيه ، يجب أن لا نستهون بقدر ما نمتلك فهو كنز لنا جميعا و لثقافاتنا المصرية القديمة و المعاصرة ، كما قال مرة ” نفسي أحضن مصر “ يجب أن نحتضن ما قدمه من فن وإبداع لإن هذه الإبداعات هي ملامحنا و بصمات من حولنا ، فقد حقق لنا ما يجب أن يحققه الفن و هو توثيق الحضارات و تتويج الشعوب .