يفزع الكثير من الآباء من الرغبات الجنسية للمراهقين ، ويرغبون في السيطرة عليها لحمايتهم من الوقوع في الإثم، أو الإصابة بأضرار نفسية أو صحية نتيجة هذه الميول، ولكن ربما يستخدمون في ذلك أساليب الترهيب والتي غالبا ما تأتي بنتائج عكسية خصوصا، في سن يتسم فيه الابن والابنة بالعند والنفور من سيطرة الآباء.
بداية الميول الجنسية للمراهقين
تبدأ المشاعر الجنسية في الظهور لدى المراهق بمجرد الوصول لسن البلوغ وربنا قبل ذلك قليلا الأن، وهذا بسبب ما يرونه على الانترنت وفي التلفزيون، وهذه المشاعر تكون مربكة حتى مع قدرة المراهقين على الوصول للمعلومات على الإنترنت، كما أنها تكون ممتعة أيضا، وهذا يسبب لهم الحيرة، حيث أن الهرمونات الجنسية تكون في ذروتها في هذه السن، كما تزداد الرغبة في اكتشاف المراهق لجسمه وخصوصا الأعضاء التناسلية، والتي بملامستها يشعر بالمزيد من الإثارة، وبالتالي المزيد من الحيرة والارتباك، لعدم قدرته على الحديث مع والديه، لذا ربما يلجأ إلى أصدقائه أو مواقع الانترنت، للتعبير عما يجيش به صدره.
إدارة المشاعر الجنسية للمراهق
يقول دكتور تشارلز ويبلسمان رئيس طب المراهقين في كايزر بيرماننت في سان فرانسيسكو وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، أن على الآباء أن يكونوا صادقين مع أبنائهم، وأن يتأكدوا أن المشاعر الجنسية جزء مهم جدا للمراهقين في هذه الفترة، ويأخذ التفكير فيها جزء كبير من وقتهم وطاقتهم.
لذا لابد من معرفة الهوية الجنسية للمراهقين والتعامل معها دون انزعاج حتى لا يتحول الأمر لهروب قد يضر بمستقبلهم وحياتهم نفسها.
قنوات مفتوحة للاتصال للتعامل مع الرغبات الجنسية للمراهقين
ويقول دكتور ويبلسمان أن على الآباء أن يتجنبوا قول افعل ولا تفعل، بل يجب أن تكون هناك قناة اتصال مفتوحة، وكل أمر بالنهي يجب أن يكون له تفسير ومبرر، فمثلا الرغبة في مشاهدة الأفلام الجنسية يمكن أن يضر المراهق، فإذا أراد الأب منع ابنه عليه ألا يقول له فقط أن هذا خطأ أو حرام، ولكن يصف له بالتحديد ما سوف يحدث له إذا شاهدها بكثرة، وأن ننقل لهم تجارب حياتية لأشخاص تعرضوا للضرر من هذه المشاهدات، ولكن دون تخويف مبالغ فيه، حتى لا ينقلب الأمر لكراهية الجنس عموما.
ضرورة تحمل المسئولية
يجب أن يتأهب الآباء أنفسهم للتعامل مع الرغبات الجنسية للمراهقين، وذلك قبل فترة من بلوغها بالفعل، وأن يتقربوا أكثر من ابنائهم، وأن يزرعوا فيهم تحمل المسؤولية وعدم الخوف من الصراحة، بحيث إذا بدأ الأبناء بالشعور بمشاعر جنسية وانجذاب لشخص آخر سواء في سنهم أو أكبر منهم، يبدأ الآباء في التعامل مع الأمر بحب وليس بتخويف، وأن يسعوا قدر جهدهم لطمأنة أبنائهم أنهم طبيعيون وليسوا مذنبين.
مشاعر الحب في المراهقة
هي مشاعر جياشة ورومانسية ولا يمكن الوقوف أمامها في معظم الأحيان، ولن يمكن التوقف عنها بمجرد أن يقول الأن لاينه توقف عنها، أو تقول الأم لابنتها لا تفكري، فعلى الأب والأم التأهب جيدا لهذه المرحلة خصوصا مع الانفتاح الكبير والعلاقات المتشعبة سواء في الواقع أو على الإنترنت.
الحب كلمة السر
نعم الحب وليس التخويف هي كلمة السر، فل يمكن إغلاق كل منافذ التعرف على الجنس الآخر أمام الأبناء، لكن يجب تربيتهم على الصراحة والشعور بالمسؤولية، ويمكن الاطلاع معه على صور أو مشاهد سيئة في التلفزيون أو الانترنت، وتعليمه أن هذه مشاهد سيئة، وشرح أمر العلاقة بين الرجل والمرأة بهدوء ودون خجل، وأن ما يراه في الانترنت ليس إلا تمثيل وليس ما يحدث في الواقع، بالإضافة للتعامل مع الرغبات الجنسية للمراهقين بوعي والقراءة عنها قدر المستطاع ولا مانع من استشارة متخصص سواء في المدرسة أو عن طريق التلفزيون.