هناك حالات يختبرها الإنسان سواء من خلال جسده أو عقله أو حتى داخل أحلامه، وتحمل من الغرابة وعدم التفسير مقداراً كبيراً، وإذا شاهد إنسان آخر تلك الحالات لن يستطيع إيجاد تفسير لها، وهذا ما يسعى إليه العلم دائماً من خلال دراسة تلك العمليات المعقدة التي تحدث في جسم الإنسان ومخه وأعصابه.
هناك ثلاث حالات إكتشفها العلم صورت في أفلام سينمائية، وكنا نعتقد جميعاً أنها أساطير حدثت داخل عقل المؤلفين فقط، ولم ندرك أن أصلها واقعي تماماً، وهنا نذكر تلك الحالات:
1- أليس في بلاد العجائب
سميت المتلازمة علمياً بـ “متلازمة أليس في بلاد العجائب” تيمناً بالرواية التي صدرت بنفس الإسم، لأن أعراضها تتشابه مع ما كانت تشعر به أليس، حيث يشعر المصاب بالمتلازمة أن المكان الذي يتواجد به يضيق أو يكبر أو أن جسده يتضخم أو يتقلص، وفي الحقيقة فإن هذا الشعور ناجم عن تلف بالمخ يتسبب في ضرر بمنظور الرؤية الخاص بالشخص المصاب.
وقد حدد الأطباء بعض الأسباب التي تدفع للإصابة بمتلازمة أليس في بلاد العجائب ومنها الأورام الدماغية، واستخدام جرعات منبهة من التي تحتويها الأدوية النفسية، ومرض الصرع، والإصابة بفيروس إبشتاين بار من عائلة فيروسات الهربس.
2- متلازمة الأموات الأحياء، أو الجثث السائرة
ويطلق عليها أيضاً متلازمة كوتارد، والمصاب بتلك المتلازمة يلازمه إحساس دائم بفقد أجزاء من جسده، أو يتوهم أن روحه غير متصلة بجسده، وبالطبع يحدث ذلك دون الحاجة إلى أكل الأحياء.
والشخص المصاب بهذه المتلازمة عادةً لا تكون له رغبة في تناول الطعام أو الماء اعتقاداً منه أنه ميت وأن تناول الغذاء لن يفيده بشيء على الإطلاق، ويقول الأطباء أن المصابين بهذا المرض غالباً ما يكونون مصابون بالانفصام أو الاكتئاب الحاد.
3- متلازمة أعضاء الجسد الفضائية
وتحدد حسب شعور المصاب بها إما كمتلازمة اليد الفضائية أو الساق الفضائية، وهي عبارة عن اضطراب نادر في حركة الجسد، كأن يقوم شخص بربط حذاؤه باليد اليمنى وفكه بيده اليسرى، أو يزرر قميصه بيده اليمنى ويفككها بيده اليسرى في ذات الوقت، ويحدث ذلك دون إدراك الشخص المصاب بما يقوم به من اختلال في الحركة.
يرجع العلم السبب في ذلك إلى وجود أمراض عصبية قد تحدث إثر الإصابة بمرض ألزهايمر، أو بعد إجراء الجراحات المخية.
