كتب : مصطفى منصور
أفادت وزارة العدل الأمريكية في بيان لها وفاة الشيخ عمر عبد الرحمن المحكوم عليه بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة بتهم متعلقة بالارهاب، “لأسباب طبيعية” .
وكشف المتحدث باسم السجن يكشف لــ CNN تفاصيل وفاته ، حيث أكد غريغ نورتون المتحدث باسم المجمع الإصلاحي الفيدرالي في بوتنر بولاية نورث كارولينا الأمريكية، إن عبدالرحمن فارق الحياة الساعة 5:40 صباح السبت بالتوقيت المحلي عن عمر يناهز 78 عاما. وأضاف نورتون أن أسباب وفاة عبدالرحمن طبيعية ومنها معاناته الصحية مع السكري والقلب.
وقد أعلنت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن أن السلطات الأميركية أبلغت الأسرة بوفاته ، وأن الإجراءات التي سيتم اتخاذها تتمثل في رجوع الجثمان لمصر ودفنه بها، حيث إن هذه هي وصية الشيخ عمر .
وأن الأسرة ستتواصل مع محاميه بالولايات المتحدة، رمزي كلارك، لإنهاء إجراءات نقل الجثمان وشحنه إلى مصر.
كان عمر عبد الرحمن مطلع حياته معارضا لعبد الناصر وسياسته فتعرض إثر ذلك للمضايقات حيث تم إيقافه عن العمل، قبل أن يتم اعتقاله بعد مضايقات أمنية؛ بسبب تنديده فى خطبه بحكم عبدالناصر ، وبلغت الأزمة ذروتها عند رفضه الصلاة على جثمان عبد الناصر فتم اعتقاله حتى أُفرج عنه في صيف 1971.
وواصل “عبد الرحمن” المعروف في الوسط الجهادي حول العالم بـ”مفتي الجهاد“، معارضته للأنظمة المصرية حيث دعا إلى وجوب إسقاط نظام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لاعتبارات كثيرة منها عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
سافر إلى الولايات المتحدة، بعد خروجه من المعتقل حيث كانت السلطات المصرية قد ألقت القبض عليه فى قضية اغتيال السادات وتمت تبرئته بعد 4 أعوام من الاعتقال ، ومكث بأمريكا سنوات قبل أن تعتقله بعد تفجيرات نيويورك عام 1993 والتى أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة أكثر من ألف آخرين ، حيث اتهم بالتحريض علي العنف وارتكاب جرائم ضد الحكومة الأمريكية، والتحريض علي تفجير مركز التجارة العالمي ، ليُحكم عليه بالسجن مدى الحياة .
ويعتبر الشيخ عمر عبد الرحمن أحد القيادات البارزة للجماعة الإسلامية بمصر ويعتبره البعض الأب الروحى لها ، وقد اختاره تنظيم الجماعة الإسلامية بمصر ليكون مفتياً وزعيماً للتنظيم قبيل اغتيال السادات
وهو أبرز أنصار التيار الجهادى العالمى ،حيث هددَّ تنظيم القاعدة، باستهداف حكومات مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، رداً على محاكمة عبد الرحمن، كما دعا جهاديون في عدة دول إسلامية بأسر أميركيين لافتدائهم به .
ويقبع الشيخ عمر منذ أكثر من ربع قرن فى السجون الأمريكية ، وهو يعانى من عدة أمراض كالسكر والضغط وضيق التنفس وعدم الشعور بأطرافه ويستخدم كرسى متحرك .
وفى آخر رسالة له والتى عنونها بـ”وصية إلى أمه الإسلام” شكى الشيخ من سوء المعاملة التى يتلقاها وذكر منها الحبس الانفرادى ومنع الحديث باللغة العربية فلا يتكلم مع أحد ولولا القرآن –حسب قوله – لطاش عقله .
وشكى أيضا من التفتيش الذاتى فى كل منطقة من جسده وتعريته تماما من ملابسه وتسليط الكاميرات عليه ليلا ونهارا حتى فى وقت قضاء حاجته ، مضيفا أن الأمريكان سيقتلونه مطالبا بالثأر له .
وكانت أسرته دأبت على المطالبة بالإفراج عنه ونظمت وقفات واحتجاجات ، وعلى الرغم من تلقيها عدة عروض أمريكية بتسليمه إلا أن الحكومات المصرية المتعاقبة رفضت تسلمه وحبسه بالسجون المصرية، دون أن تقدم أسبابا – وفق العائلة – على الرغم من إعلان تأييده لمبادرة وقف العنف، التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997.
