عندما تشعر بالصداع فهناك بالتأكيد مسببات عديدة واحتمالات كثيرة لشعورك بهذا الصداع، فالصداع ما هو إلا عرض، وما هو إلا مؤشر لوجود مشكلة ما أو مرض ما في عضو من أعضاء جسدك، قد تكون عينك أو أنفك أو أسنانك…. الخ.
وقد يزيد عليك الألم ويصبح مزمنا وتضطر أن تلجأ للطبيب، وأول ما يفعله الطبيب هو أن يسألك بماذا تشعر؟ أين مكان الألم بالتحديد؟ منذ متى تعاني هذا الأمر؟ هل هناك أعراض أخرى مصاحبة لهذا الألم؟
وبعد الفحص والتشخيص يبدأ في وصف العلاج المناسب لحالتك، وكيفية تناوله ومواعيده، والتزامك بأوامر وتعليمات الطبيب هي أولى خطوات العلاج…
كذلك عندما يضئ مؤشر الحرارة في سيارتك، فهذه ليست مشكلة وإنما هى دليل على وجود مشكلة… ابحث عنها فورا ولا تضيع الوقت في النظر الى المؤشر، ولعن الظروف التى جعلته يضئ، وسب الحظ العاثر الذي جعله يضئ في هذا الوقت، وكف عن السؤال كيف أضاء المؤشر، ولكن اسأل لماذا أضاء المؤشر…
وكذلك الغلاء فما هو إلا عرض لمرض أصاب جسد الأمة، له مسببات عدة قد لا نعرف مصدرها ولكنها موجودة ومتأصلة ومنتشرة انتشار السرطان في الجسد، وقد لا نعرف أي عضو هو ذاك الذي أصابه العطب، ولكن وجود العرض دليل أكيد على وجود المرض، وقد زاد بنا الوجع وألم بنا الألم وفتك بأجسادنا المرض، وأصبح الألم مزمنا لا يحتمل…
ولأن لكل جسد طبيبها ولكل علة دواؤها، ولأن طبيبنا ربنا ودواؤنا قرآننا…
فتحتم علينا زيارة الطبيب، وتحتم علينا إلتزام أوامره واجتناب نواهيه، حتى يرفع البلاء ويزول الغلاء، ويشفى المرض ويختفي العرض..
وإلا سنظل سذج بلهاء ننشغل بالأعراض ونتجاهل الأمراض، حتى تسري في دمائنا وتستشري في أجسادنا…
وأعلم أنك ما دمت تمرض فأنت حي، فالأموات لا يمرضون..
فالحمد لله على نعمة الصداع فلولاه ما علمنا أننا مرضى..
والحمد لله على نعمة الغلاء فلولاه ما علمنا أننا مذنبون..
والحمد لله على نعمة العرض التى لولاه ماعلمنا شئ عن وجود المرض..