دائما ماكنا نبحث عن أيام الطهر والبركات ونتمنى استمرارها طول العام خاصة أننا دائما ما نسمع من العامة قائلين هو ليه السنة كلها مش رمضان ونستمر في التقرب إلى الله في الشهر الكريم لنيل العفو والمغفرة والعتق من النار، لذلك تشمل العشر أيام الأواخر في رمضان ليلة القدر التي هى خير من ألف شهر كما قال الله تعالي في كتابه الكريم ورسوله في أحاديثه.
وذلك إكراما من الله لأمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حتى تكثر حسناتها ولا تسبقها الأمم الأخرى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
لذلك في الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم تتضاعف الحسنات وتتعدد المناسبات
وهناك العديد من الأعمال التي يجب الحرص عليها خلال العشر الأواخر من رمضان منها:
الزكاة
الزكاة إذا حال عليها الحول وجب إخراجها إلا أن تكون زكاة زروع فيجب إخراجها يوم الحصاد لقوله تعالى : { وآتوا حقه يوم حصاده }
وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم المغزى منها حيث روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
“صدقة الفطر طهرة الصائم من اللغو والرفث وطعمة المساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”
وزكاة الفطر تجب على الغني والفقير فعن عبد الله بن ثعبلة أو ثعبلة بن أبي صغير عن أبيه رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“صاع من بر أو قمح على كل صغير أو كبير حر أو عبد، ذكر أو أنثى غني أو فقير
أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى”
قراءة القرآن
لقرآة القرآن الكريم فضل عظيم يعود على المسلم، وهو كما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف:
(من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ).
هذا الفضل الوارد في الحديث يشمل القراءة في الأيام العادية، أما في شهر رمضان فيتضاعف فيه العمل إلى سبعين ضعفاً
ولهذا يحرص المسلمون على المداومة على قراءة القرآن الكريم في رمضان وختمه أكتر من مرّة طمعاً في الأجر والثواب.
فهذا شهر القرآن وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان
حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين .
إحياء الليل
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر
ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما .
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لا شك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله .
الإعتكاف
مما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر الاعتكاف في المساجد التي تصلي فيها
فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر
حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة .
وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعًا لانشغاله وتفريغًا للياليه وتخليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه
وكان يحتجز حصيرًا يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .