الفيسبوك بوابة على العالم، هل هو عالم حقيقي نعيشه، هل يستحق كل هذا العناء؟
.. أعلم جيدا أن هذا المقال يتناقض مع نفسه إذا نشر على “الفيسبوك” ولكنه بهذا القدر من الصراحة و الواقعية.
هل فكرت من قبل ما هو السبب و الداعي وراء نشر صورة عنك أو خبر أو حتى حالة من حالاتك النفسية الخاصة؟ هل أنت لديك الوقت و متسع له أن تفكر اماذا انت تقوم بذلك، إذامسافر لمكان ما، وقررت انك تتصور صورة معينة وبشكل معين ثم تنشرها على الفيسبوك و بعد قليل من الوقت ستجد عدد من اللايك و الكومنت هذا طبعاً تبعاً لمدى فعالياتك على الفيسبوك و كم من تابع لحسابك حتى تجد التقدير المناسب لما قمت بنشره، وفي ذلك النساء أكثر حظاً على الفيسبوك من المتابعة والتقدير.
عزيزى ناشر خبراً عن نفسك، عزيزتى ناشرة صورة عن جزء من بعض جمالاتك، العزيز الناشر لأخبار عملك، الجميل الناشر صور لنفسه مع كلبك وفتياتك، الجميلة الناشرة لسؤال محيرها،
وكثيراً غير ذلك، هل لاقيتم التقدير المناسب من اللايكس والكومنتس؟ هذا أصبح هوساً و مرضاً مجتمعياَ ونحن في حاجة للنظر إليه بكل أمانة وصدق مع أنفسنا. صديقى أنت بجد واحشني ومفتقدك، نفسي أقعد معاك و أنت من غير أيفونك بس مش لاقي الفرصة! يا من كنتي صديقتي أنتي حياتك ممتلئة بالفراغ يجب أن تخرجي من تليفونك للحياة والواقع يا أمي! مش لازم تعمليلي لايك على كل ما أنشره .. يا أهلى و أقاربي أنا لازم أعملكم بلوك علشان محتاج خصوصية مش قادر على تفاعلكم … و أكثر من ذلك يحدث بين أيدينا في وقن ننظر إليه من خلال شاشات متعددة الألون تفصلنا عن العالم الحقيقي.
اليوم نحن نمشي في شارع طويل أسمه الفيسبوك، هل لديك القدرة لرفع نشرة عن حياتك كل نصف ساعة للبحث عن التقدير والزحام المجتمعي الوهمي على حسابك الشخصي،علينا أن نرغب في مجتمع له خواصه ومفاهيمه التي تعلمناها من القراءة والبحث،فهذه حياة إفتراضية يجب أن نقننها بوعي ودقة.
ع.ع