_ كنوز مدفونة و أسرار مكنونة، بحيرات رائقة و أشجار سامقة، طيور مهاجرة وهضاب متحدرة، هوائها دواء ورمالها ملساء، مدينة قديمة قدم الدهور، مدينة شاهدة على كل العصور، سكنها الفراعنة وعشقها البطالمة وعمرها الرومان ورعاها العرب وبكل أسف أهملناها في عصرنا الحديث. كما أهملنا الكثير من أثارنا وتاريخنا حتى أصبحنا نجهل عن بلادنا أكثر مما نعلم..
_نبذة عن تاريخ الفيوم..
تختلف الأقاويل حول أصل أسم (الفيوم). فهناك رأي يقول أنها كانت تسمى “تشيدت” ومعناه الجزيرة لأنها كانت واقعة في بحيرة قارون. وهناك من يقول أنها كانت تسمى “بير سيبيك” ويعني دار التمساح، وكان التمساح هو معبود اهل الفيوم ولهذا اطلق عليها الرومان مدينة التمساح وسماها بطليموس الثانى “ارسينوى ” نسبة الى زوجته ارسينويه ثم سماها القبط بعد ذلك “بيوم” ومعناها قاعدة بلاد البحيرة وعرفت بعد ذلك ب”فيوم” ومعناها اليم او البحيرة وقد اخذها العرب واضافوا اليها اداة التعريف فاصبحت “الفيوم ” وهو اسمها العربى وهناك من يطلق عليها “مصر الصغرى ” نظرا للتشابه الجغرافى بينها وبين القطر المصرى حيث يشبه بحر يوسف نهر النيل وتشبه بحيرة قارون البحر المتوسط وهناك بعض الاراء التى تقول ان الاسم يعود الى عهد النبى يوسف “عليه السلام ” حيث استغرق بناء المدينة وقت قدر ب”الف يوم ” .
وخلال العصر الفرعونى كانت الفيوم جزا من الوجه القبلى وكانت تعتبر مركزا للصيد حول بحيرة قارون التى كانت تسمى “بحيرة موريس ” وفى العصر البطلمى تاسست مدينة “كرانيس ” وتقع شمال الفيوم وشرق بحيرة قارون وكانت منطقه زراعيه حتى العصر الرومانى . وارسل اليها عمرو بن العاص حمله لفتحها عام 640 م . وكانت بحيرة موريس “قارون “حاليا من اقدم البحيرات الطبيعيه ومن اغنى مراكز الصيد وتعتبر من البحيرات الداخليه حيث انها لا تتصل بالبحر وتبلغ مساحتها 250 كم مربع . وبسبب تراكم مياه الصرف وحرمان البحيره من الفيضانات العذبه ارتفعت ملوحة مياهها بعد ان كانت عذبه واقتربت بيئتها من البيئه البحريه مما ادى الى انقراض الكثير من الاسماك .واعلنت منطقه بحيره قارون محميه طبيعيه عام 1989م وتضم المحميه منطقه جبل قطرانى التى تتوفر فيها رواسب حفريه بحريه وقاريه يرجع عمرها الى اربعين مليون سنه وتحوى ايضا بعض المستنقعات المائيه والاشجار المتحجرة ونباتات متنوعه تفد اليها الطيور المهاجرة كما توجد بها ايضا منطقه بطن البقره وجزيرة القرن الذهبى كما تحتوى الجزيرة على سبعة هياكل للحيتان وبعض الاثار لانسان ما قبل التاريخ وبها ايضا منطقه الكنائس ومعبد قصر الصاغه ودير ابو ليفه والمحاجر الفرعونيه المعروفه باسم ودان الفرس ويشتهر الوادى ايضا بشلالاته العديده وجمال طبيعته ومن اهم المعالم الاثريه فى مدينه الفيوم هرم هوارة وقصرالتيه و مقبره الاميرة نفرو بتاح وهرم اللاهون وجبل الريان ووادى حيتان . ومحمية “وادي الريان” والتي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة الفيوم التي تعتبر بحق واحدة من أجمل البيئات الطبيعية على مستوى العالم وهي من أهم المحميات الطبيعية المصرية مع محمية “رأس محمد” و “سانت كاتريت” و “جبل علبة”. وتعود تسمية وادي الريان بهذا الأسم نسبة الى “الريان بن الوليد” الذي كان يقيم مع جيشه في هذه المنطقة، ولعل أهم ما يميزها ما تحويه من معالم تاريخية ومناخ وبيئة صحراوية متكاملة وكثبان رميلة . ويتكون وادي الريان من بحيرة عليا وبحيرة سفلى ومنطقة شلالات تصل بينهما. وتعتبر منطقة الشلالات واحدة من أهم أماكن الرياضات البحرية مثل الغوص وصيد الأسماك. وتعتبركثبان الرمال الناعمة عامل جذب للسياح ولمحبي رياضة “التزلج على الرمال”. ومنطقة عيون الريان ويوجد بها أربعة عيون طبيعية كبريتية معالجة لكثير من الأمراض وهي بذلك تعتبر جاذبة للسياحة العلاجية. ومنطقة جبال الريان ويطلق عليها مناقير الريان لتشكل الجبل على شكل منقار. ومنطقة جبل المدورة وهو عبارة هضبة مرتفعة على شكل دائرة تقابلها ثلاث هضاب ينساب الماء بينهم مكونا منظرا غاية في الجمال. ووادي حيتان وتعود تسمية الوادي بهذا الأسم بسبب وجود أثار تدل على وجود الحيتان بها وتم اكتشاف المئات من هياكل الحيتان وأسنان لسمك القرش وبعض الكائنات البحرية.
_هذه نبذة بسيطة ولمحة سريعة عن مدينة من أهم وأروع وأعرق المدن لا في مصر فقط بل في العالم بأسره. يقدر قيمتها العلماء والجيلوجيون والمؤرخون ويتوافد عليها السواح من كل بقاع الدنيا ، يعلمون عنها ما لانعلم ، يدركون قيمتها التاريخية والدينية والعلاجية والمناخية. ونحن لا يتجاوز علمنا عنها الا أنها بلد “البط والكتاكيت”.