لوحة “منقذ العالم” للفنان ليوناردو دافنشي كانت مفقودة منذ فترة طويلة. وفي عام 2017، تم بيعها لمقتني لوحات فنية في مزاد بمبلغ 450 مليون دولار لتصبح أغلى عمل فني في التاريخ.
وفي 15 نوفمبر من هذا العام عرضت اللوحة في مزاد من قبل كريستيز في نيويورك حيث اشترتها أبوظبي، مقابل 450.3 مليون دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ الفنون عبر التاريخ.

ما هي قصة لوحة “سلفاتور موندي” للفنان العالمي ليوناردو دا دافنشي
اعتبرت أغلى لوحة في العالم وذيع اقتناء متحف اللوفر بأبوظبي للوحة، معلناً في تغريدة تطلعه لعرضها قريباً، وقد بيعت في نوفمبر الماضي بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار لصالح هيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
ويتلخص موضوع اللوحة التي تصوّر المسيح كما رسمه دافنشي مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وهو يرتدي لباساً من عصور النهضة، جالساً ورافعاً يده اليمنى ي وضعية منح البركة، حيث يبدو أصبعان مرفوعان لأعلى هما السبابة والوسطى، في حين يحمل في يده اليسرى مفتوحة كرة من الكريستال البلوري ترمز إلى الكون والسماء.

رسمت اللوحة بين عامي 1506 و1516 لأجل الملك لويس الثاني عشر ملك فرنسا وآن بريتاني التي كانت حاكمة ودوقة بريتاني والملكة القرينة لفرنسا، وقد كانت ضمن المجموعة الفنية التي يملكها تشارلز الأول ملك إنجلترا في القرن السابع عشر؛ وفي الظهور قبل الأخير لها عرضت في لندن بالمتحف الوطني في الفترة من 9 نوفمبر 2011 إلى 5 فبراير 2012.
ويبدو أن التكليف برسم هذا العمل جاء تقريباً حوالي سنة 1500 ميلادية، بعد وقت قصير من غزو لويس الرابع عشر لدوقية ميلانو، وسيطرته على جنوة في الحرب لإيطالية الثانية. وكان دافنشي نفسه قد انتقل من ميلانو إلى فلورنسا سنة 1500م.
أما وصول اللوحة إلى إنجلترا فيرجح إلى أن ذلك حصل مع الفرنسية هنريتا ماريا عندما تزوجت من تشارلز الأول ملك إنجلترا في عام 1625، وأصبحت ملكة إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا بهذا الزواج، وهي ابنة هنري الرابع ملك فرنسا وشقيقة لويس الثالث عشر في غرفة الملكة
هكذا ظلت اللوحة في غرفة الملكة هنريتا ماريا في بيت الملكة ببلدة غرينتش في إنجلترا، وقد قام الفنان وينسيسلاوس هولار بعمل نسخة منها ظهرت في عام 1650، وفي عام 1649 كان تشارلز الأول قد أعدم في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية وقد تم إدراج اللوحة الأصيلة ضمن مجرودات المجموعة الملكية التي قدرت جملتها بثلاثين جنيها إسترلينيا.
بيعت ممتلكات تشارلز تحت إشراف حكومة الكومنولث الإنجليزي، وفي عام 1651 تم بيع اللوحة لتسوية الديون، لكن أعيدت إلى تشارلز الثاني في عام 1660 وكانت ضمن مقتنيات قصر وايت هول في عام 1666م.
من ثم ورثها جيمس الثاني ويرجح أنها ذهبت بعد ذلك إلى عشيقته كاترين سيدلي، كونتيسة دورتشستر، وقد أنجبا ابنة أصبحت الزوجة الثالثة لجون شيفيلد، الدوق الأول لباكنغهام ونورمانبي، الذي قام ابنه، السير تشارلز هربرت شيفيلد، وقد حمل لقب البارونيت الأول، ببيع اللوحة في مزاد عام 1763 إلى جانب الأعمال الفنية الأخرى من بيت باكنغهام، عندما تم بيع المبنى إلى جورج الثالث.

اختفاء اللوحة وظهورها
اختفت اللوحة بعد ذلك إلى أن اشتراها جامع اللوحات البريطاني، فرانسيس كوك، وهو نبيل وأحد أغنياء إنجلترا، وذلك في عام 1900، وقد ضمها لمجموعاته الفنية في دوتي هاوس في ريتشموند؛ ومنذ ذلك الحين كانت اللوحة موضع اهتمام الخبراء والمختصين بأعمال دافنشي.
بمرور السنين فقد تعرضت اللوحة للتضرر، ما أدى إلى صيانتها من قبل تلامذة دافنشي وأخيرا السير فرانسيس كوك، البارونيت الرابع، وهو حفيد فرانسيس الأول،لذي قام ببيعها بعد ذلك في مزاد عام 1958 بمبلغ 45 جنيها استرلينيا، وقد بيعت على أنها عمل لتلميذ دافنشي، جيوفاني أنطونيو بولترافيو
في عام 2005 لم تحقق اللوحة سوى 10 آلاف دولار في مزاد في نيو أورليانز من قبل مجموعة من تجار الفن من ضمنهم روبرت سيمون، المتخصص في اللوحات الأصيلة، وقد ظهرت اللوحة كما لو أنها نسخة مقلدة قبل أن ترمم وتأخذ وضعها الطبيعي
وفي مايو 2013 قام الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف، بشراء اللوحة مقابل 127.5 مليون دولار، من اجر اللوحات الفنية السويسري إيفا بوفييه وقد أدت هذهالصفقة مع مبيعات أخرى إلى نزاع قانوني بين الطرفين.
وقبل أن تباع في المزاد الأخير بنيويورك فقد عرضت اللوحة خلال 2017 في هونغ كونغ ولندن وسان فرانسيسكو ومن ثم نيويورك، قبل أن تتخذ طريقها باتجاه بوظبي.وقد كان أعلى سعر دفع في سوق الفن
وفي وقت لاحق، قالت دار كريستيز للمزادات إن المشتري اقتنى اللوحة لصالح إدارة الثقافة والسياحة في أبوظبي. وبعد مرور بعض الوقت، أعلن فرع متحف اللوفرالفرنسي في الإمارات العربية، أنه سيتم عرض هذه اللوحة في رحابه، لكنه أجل لاحقا عرض هذه اللوحة وتقديمها، وبعد ذلك أفادت وسائل الإعلام أن موظفي المتحف لم يعرفوا المكان الذي توجد فيه لوحة “منقذ العالم”.