بقلم : إسلام نجم الدين
يعتبر مصطلح القوة الناعمة في العلاقات الدبلوماسية هو كل الوسائل التي تستخدمها الدولة دون الوسائل العسكرية والدبلوماسية للتأثير علي الدول والشعوب الأخرى لإقامة جسور مشتركه ومصالح تضمن لها استمرار العلاقة بشكل ايجابي
وتتمثل تلك القوة الناعمة في
• التعليم
• الاقتصاد
• الدين
• الفن والدراما
و تعد تلك مصر من الدول الرائدة في استخدام هذا النوع من القوة وخاصه في عصر الدولة الحديثة في التاريخ المصري القديم
حيث كان الحاكم يأمر حكام الاقاليم الشمالية في سوريا وفلسطين و شمال العراق و حكام النوبه والشلال بأرسال ابناءهم الي العاصمة المصرية ليتعلما اللغة المصرية والتاريخ المصري ويتشبعوا بالثقافة المصرية ليكونوا اكثر ولاء لمصر حين يأتي دورهم للصعود علي عرش بلادهم
و فى العصر الحديث كرر الامر محمد علي واسماعيل باشا مع القبائل الافريقية في السودان حتي بحيرة فيكتوريا و ظل الكثير منهم علي وفاق مع مصر حتي جاء الاحتلال الانجليزي الذي عمل علي ترسيخ الثقافه الانجليزي و مسح كل ما هو مصري و الصاق القرارات السيئة فى حق المواطنين لاسم مصر استغلال للاتفاق المصري الانجليزي اواخر القرن التاسع عشر كما ان النفوذ الديني لمصر من خلال الجامع الازهر فى هذه الفتره وصل الي جزر الارخبيل الاندونيسي والماليزي و شرقا حتي السنغال مع فتره سيطرة الطوارق علي شمال وغرب افريقيا حتي جاءت موجات الاستعمار لتطيح بحكمهم
ويعد حكم الرئيس عبد الناصر هو الفتره الحقيقية لتدعيم مفهوم القوة الناعمه المصرية و صانعها الحقيقي لانه وقته واجه ماكينة الدعايه الانجليزية و الفرنسية ضده بل والاسرائيلية ضده و كان الرئيس عبد الناصر
عبد الناصر تواصل مع كل حركات التحرر الوطني في العالم العربي والاسلامي والافريقي وساهم فى تدريب الثوار ووفر لهم مقرات فى القاهره و اطلقت مصر سلسلة الاذااعات الموجهه فى افريقيا باللغات السواحليه والانجليزية والفرنسية و ايضا اطلقت العبرية و شكلت جملة ” هنا القاهره ” وجدان الافارقه و احتضنت مصر فكرة الاتحاد الافريقي ولكنها تركت مقره لاثيوبيا بناء علي صداقه ناصر وهيلاسيلاي
و لذلك تجد في كل دولة افريقيا ميدان او مدينه بأسم ناصر مهما تبدل الحكام والانظمة يظل اسم مصر عاليا هناك و كل هذا عاد علي مصر حين قررت افريقيا مقاطعه اسرائيل رسميا عقب حرب يونيو وهو ما عزز نفوذ الدبلوماسية المصرية فى مواجهه اسرائيل وكان للفيلم والدراما المصرية وكره القدم النفوذ الاكبر وهو ما استغلته مصر فى ايقاف النفوذ الاسرائييلي مرات كما حدث فى عملية اغراق الحفار .
وكانت الكنيسة المصرية والازهر منارتي العلم والدين في افريقيا ورغم انفصال الكنيسة الاثيوبية عن المصرية الا ان التواصل لم ينقطع يوما وتعد الكنيسه المصرية هناك لها مكانة كبيرة لدي الدولة الاثيوبية و كانت البعثات الطبية و الوعاظ في الازهر و قوافل الاطباء والمدرسين والمهندسين الزراعيين من المصريين هم سلاح مصر الناعم

كاتب سياسي
عضو لجنة العلاقات الأفريقية حزب الحرية المصري