التحايل على الموظفين لمغادرة العمل مبكرًا.. طريقة جديدة تلجأ إليها اليابان لتحفز العاملين على مغادرة العمل مبكرًا فى الجمعة الأخيرة من كل شهر.
ولكن على الرغم من ذلك، لم يشارك الكثيرين فى هذه المبادرة، بسبب وجود أعمال إضافية للموظفين فى الشركات، موضحين أنه يصعب تنفيذ ذلك.
مبادرة حكومية:
أطلقت الحكومة اليابانية مبادرة فى شهر فبراير الماضي، لتشجيع العاملين على مغادرة العمل الساعة الثالثة مساء من الجمعة الأخيرة من كل شهر.
وأطلقت على هذه الجمعة “الاستثنائية”، لكي يشارك بها الموظفين فى كل أخر شهر.
وهى فكرة لتحسين سمعة البلاد السيئة فيما يتعلق بساعات العمل الطويلة للموظفين، على أمل أن تساعد هذه الراحة على التخفيف من التوتر في مكان العمل.
لكن تبين أن ذلك أصعب مما يبدو في ظاهر الأمر،لأن لا أحد يرغب في المغادرة مبكراً.
دعونا نروح عن أنفسنا:
واتبعت شركة “ساني سايد أب” للعلاقات العامة والتي تتخذ من العاصمة اليابانية طوكيو مقرا لها، مبادرة الحكومة.
وقررت أن الموظفين يمكنهم مغادرة العمل مبكرا في الجمعة الأخيرة من كل شهر، ولكن تطبيق هذه المبادرة كان الأصعب.
فقال ريوتا هاتوري، رئيس قسم التواصل الدولي في الشركة: “هذا ليس من طبع اليابانيين.
وأضاف “في ثقافة العمل اليابانية نحن نعمل بجد كبير لساعات طويلة، ولا أحد يغادر مبكرا، لم يفلح ذلك”.
ورفعت الشركة شعار “دعونا نروح عن أنفسنا” وتعمل على تحفيز الموظفين على مغادرة العمل في وقت مبكر، وستمنح الموظفين مكافأت مالية إذا تم التطبيق.
وحصل كل موظف وافق على مغادرة مكتبه الساعة الثالثة مساء في “الجمعة الاستثنائية” على مكافأة قدرها 3200 ين (28 دولار).
ومع ذلك مازال الكثير من الموظفين في شركات أخرى مترددين في مغادرة العمل في وقت مبكر.
المدير يغادر أولًا:
وقالت جيان نوماتشي موظفة 26 عاما: “أود أن أشارك في الجمعة الاستثنائية، ولكن لا يوجد مجال لذلك، ومن المستحيل مغادرة العمل في وقت مبكر”.
وأضافت نوماتشي، إنها قد تغادر مبكرا إذا شارك مديرها في “الجمعة الاستثنائية”.
ولكن إلى أن يحدث ذلك، لا يجرؤ أي موظف على أن يكون أول المغادرين.
انتحار الموظفين:
ثقافة اليابان المتعلقة بالعمل الجاد قد وصلت إلى مستوى الأزمة، مما دفع الحكومة للتحرك.
وسبب ساعات العمل الطويلة فى عدد كبير من الوفيات، مما سلط الضوء على شغف اليابانيين سيء الصيت بالعمل.
فقد انتحرت ماتسوري تاكاهاشين، التي كانت تعمل في مجال الإعلانات، عام 2015 خلال أعياد الميلاد عن عمر يناهز 24 عاما.
وتركت تاكاهاشين، التي كانت تعمل أكثر من 100 ساعة إضافية في الشهر، ملحوظة لوالدتها تقول فيها: “لماذا ينبغي أن تكون الأمور غاية في الصعوبة؟”.
وكانت تاكاهاشين كانت واحدة من بين 2159 عاملا ماتوا أو انتحروا في ذلك العام بسبب العمل الإضافي لساعات طويلة.
وحاولت الحكومة حل هذه الأزمة بعدما أشارت الأرقام أن الموظفين باتوا عرضة للخطر بسبب العمل.
فسعي شينزو أبي رئيس الوزراء، على تشجيع الموظفين على المشاركة في الجمعة الاستثنائية.
وبعد مرور “جمعتين استثنائيتين”، لم يشارك إلا عدد قليل من الشركات، على الرغم من أن الجمعة الاستثنائية الشهر الماضي تزامنت مع حلول موسم تفتح أزهار الكرز.
ويعتبر طقس من طقوس فصل الربيع يتوجه فيه اليابانيون والسياح إلى الحدائق والمعابد لمشاهدة الأشجار المكسوة بزهور الكرز الزهرية اللون.
لكن تلك الجمعة كانت أيضاً آخر يوم من أيام السنة المالية اليابانية، ما يعني أن انشغال الكثير من الشركات حال دون إتاحة الفرصة لموظفيها للمغادرة مبكرا.