أخبار عامة

ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو؟

انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو

 

أعلنت الخارجية الأمريكية مساء الخميس الماضي، أنها ستغادر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” قبل نهاية عام 2018، استنادًا إلى مخاوف من سياسات المنظمة الثقافية الأممية المتعلقة بـ “التحيز المناهض لإسرائيل”.

وتشتهر اليونسكو بحفاظها على الثقافة والتراث العالمي، وتأسست المنظمة الدولية على مبادئ رائدة لمكافحة التطرف وتعزيز السلام، وتعمل على جميع مسائل التنمية العالمية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين، والتثقيف الجنسي، والمياه النظيفة، ومحو الأمية.

وقالت الوزارة “القرار لم يتخذ بسهولة ويسلط الضوء على مخاوف الولايات المتحدة من تزايد ديون اليونسكو وضرورة إجراء إصلاحات جذرية في المنظمة ومن استمرار الانحياز ضد إسرائيل في اليونسكو”.

ومن جانبها، أعربت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية عن أسفها لقرار واشنطن بالخروج من اليونسكو، ما وصفته “المسيس للغاية”، مبدية أملها في أن المنظمة ستتمكن من التغلب على هذه الخطوة الأمريكية.

 

قرار مفاجئ

قرار الولايات المتحدة الأمريكية المفاجئ بالانسحاب من اليونسكو، يأتي قبيل إعلان نتائج انتخابات المدير العام الجديد للمنظمة الأممي، والتي ذهبت للمرشحة الفرنسية أودري أزولاي لاحقًا، وينبع القرار الأمريكي من مخاوف متعلقة بالتعثر المالي الذي يشهده المنظمة، كما ترى واشنطن أن اليونسكو تفتقر إلى الإصلاح المطلوب وتستمر قراراتها في “التحيز ضد إسرائيل”، وفقًا لبيان الخارجية الأمريكية.

وأشار البيان، أن واشنطن تريد أن تبقى مع اليونسكو كدولة مراقب غير عضو، لمواصلة دورها في تعزيز حماية التراث العالمي، والحريات الصحفية، والتعاون العلمي.

وفي رد فعل على قرار البيت الأبيض، قالت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا: “، من المؤسف للغاية أن تنسحب الولايات المتحدة من وكالة الأمم المتحدة لتعزيز التعليم من أجل السلام وحماية الثقافة التي تتعرض للهجوم، في الوقت الذي تستمر فيه الصراعات في تمزيق المجتمعات بجميع أنحاء العالم “، مضيفةً “أنها خسارة لأسرة الأمم المتحدة، وللتعددية الثقافية”.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. بالجولات الأولى لـ انتخابات اليونسكو: «تصعيد غير متوقع»

 

تاريخ التوترات بين واشنطن واليونسكو

انضمت الولايات المتحدة لمنظمة اليونسكو منذ تأسيسها، وكان الكاتب أرشيبالد ماكليش أول عضو أمريكي في مجلس إدارة اليونسكو، وشارك في صياغة ديباجة دستور المنظمة عام 1945.

ولم يمض كثيرًا من الوقت، إلا أن دبت الخلافات بين الولايات المتحدة واليونسكو، حيث أنه في عام 1974، علق الكونغرس عضوية واشنطن في منظمة الثقافة الدولية، بالإضافة إلى المساهمة في ميزانية اليونسكو بعد أن انتقدت المنظمة إسرائيل واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي ديسمبر 1984، انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي ريغان من اليونسكو؛ لافتةً إلى أن المنظمة الدولية عازمة على تطبيق “أيديولوجية ضد إسرائيل وتعارض رأسمالية السوق الحر”.

وأُعيد عضوية الولايات المتحدة إلى اليونسكو في عام 2002، ولكن التوترات لم تتبدد تماما في السنوات التي تلت ذلك، ففي عام 2013، فقدت واشنطن حق النقض في المنظمة، بعد أن انتهت مهلة دفع مساهمتها المالية في ميزانية اليونسكو.

وفي عام 2011، توقفت الولايات المتحدة عن دفع مستحقاتها السنوية، والبالغة أكثر من 80 مليون دولار، أي أكثر من خمس الميزانية الإجمالية لليونسكو احتجاجا على قرار المجموعة بالاعتراف بفلسطين كعضو.

انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو

قرارات اليونسكو الداعمة لفلسطين

في أكتوبر 2011، وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم فلسطين عضوا كامل العضوية بتأييد 107 أصوات وامتناع 52 واعتراض 14 آخرين.

في يوليو 2011، أعلنت اليونسكو أن المدينة القديمة في الخليل، وهي مدينة في الضفة الغربية، تعتبر موقع للتراث العالمي، وأعلنت أنها موقعًا تراثيًا فلسطينيًا وليس إسرائيليًا، في حين تدعي تل أبيب أن الخليل يضعف ضمن المواقع اليهودية.

وفي عام 2016، استدعت إسرائيل سفيرها لدى اليونسكو بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو قرارا يشير إلى جبل الهيكل في القدس باعتباره “موقعا مخصصًا للعبادة الإسلامية”.

وتعتبر إسرائيل جبل الهيكل موقعًا يعود إلى العصور اليهودية القديمة، بينما يحتوي الموقع مجمع على المسجد الأقصى الإسلامي وقبة الصخرة، ويقع بجوار الجدار الغربي.

ومن جانبه، هاجم بنيامين نتنياهو رئيس لوزراء الإسرائيلي قرار اليونسكو بالموافقة على عدم سيادة إسرائيل على مدينة القدس المحتلة، معتبرًا أنه  “قرار سخيف”، وكتب على الحساب الرسمي لنتنياهو: “عدد الدول التي دعمت القرار السخيف حول أورشليم في اليونسكو انخفض من 32 دولة قبل عام إلى 22 دولة اليوم وسيصل إلى صفر”.

واعتبرت منظمة اليونسكو التي صوتت بغالبية 22 صوتا مقابل 10 لصالح قرار اعتبار القدس مدينة فلسطينية محتلة، وليس لإسرائيل في البلدة القديمة أي حق، ويشمل أيضا الاعتراف بأن  المقابر في مدينة الخليل، وقبر “راحيل” في بيت لحم مقابر إسلامية.

 

 

 

 

Araby Day

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية
أخبار عامة

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية وتهدد بالرد بالمثل على قرارات ترامب

إيران قامت بالرد على ما تم إصداره من عقوبات أمريكية بحقها بأنها غير ذات أهمية وتتجاهل ما تم فرضه من
أردوغان
أخبار عامة

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل في زيارتها لتركيا بعد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا في