أخبار عامة

ثورة أخلاق … إنما الأمم الأخلاق ما بقيت …فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

الأخلاق

الأخلاق كالأرزاق الناس فيها بين غني وفقير ؛ولكن ما نراه في مجتمعاتنا أننا أصبحنا فقراء الأخلاق فقد انهارت الأخلاق في المجتمع وانتشرت الإباحية والفاحشة داخل المجتمع ،وأصبحت المجتمعات العربية أكثر تأخراً عن المجتمعات الغربية والأوربية ،حتى أننا أصبحنا دول العالم الثالث هذا كله يعود إلى سبب رئيسي وهو انهيار الأخلاق وانعدام الضمير .

فقد أصبحنا في مجتمع العهر فيه يقدر والعلم فيه يكدر ، ما نراه من انتشار للجريمة والتخلف والرجعية يرجع إلى انهيار منظومة الأخلاق .
ويرجع السبب في انهيار الأخلاق عزوف العديد من المؤسسات القيام بدورها المنوط به من اجل ذلك فنجد مؤسسة الأسرة كلا من الأب والأم يسعي إلى العمل لتوفير الأموال لأولادهم وتلبية احتياجاتهم وبناء مستقبل لهم دون النظر إلى أن المستقبل الحقيقي يكمن في بناء هؤلاء الأولاد وتربيتهم علي الأخلاق والقيم والضمير وحسن تربيتهم ، فالكنز الحقيقي والثروة الحقيقة التي يتركها الآباء والأمهات لأبنائهم هي الأخلاق ،فكم من أباء وأمهات تركوا لأبنائهم أمولا ذهبت هباءً في تناول المخدرات وغيرها من وسائل الفساد .

المؤسسة الدينية المتمثلة في دور العبادة هي الأخرى لم تمارس الدور الحقيقي والسليم في تربية الأبناء والشباب ليتمسكوا بالأخلاق وليخرج لنا أجيال صالحة فالقائمين علي الخطاب الديني ينقسموا إلى قسمين قسم متشدد ينفر منه الأبناء أو يبنوا لنا أجيال من المتطرفين والإرهابيين ، والقسم الأخر لا يعلم تعاليم الديانات السماوية السامية السليمة فتاهت أبناءنا بين هذين القسمين الذين لم يدروا أيهما هو النهج الصحيح للصلاح .
المؤسسات التعليمية فأصبحت مشروعات استثمارية تهدف في النهاية للتربح والكسب فانتشرت المدارس الخاصة والدروس الخصوصية وانهارت مكانة المعلم ، فمنذ زمن ليس ببعيد كان المعلم قدوة لطلابه وتلاميذه ،وكنا نقول قم للمعلم وفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسول ، أما الآن انهارت المنظومة التعليمية فلا تربية ولا تعليم.

مؤسسة الإعلام أصبحت العامل الأكثر تأثيراً علي الأخلاق في المجتمع نظراً لتعرض أبنائنا لها لفترات طويلة ولكن أين دور الإعلام فبدلا من قيام وسائل الإعلام بدورها في نشر الوعي في المجتمع ونشر القيم الأخلاقية السليمة أصبحت تنشر الإباحية والجريمة مما أدي إلى انهيار الأخلاق وكما قيل ” أعطني إعلام بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي ” ولكن هنا أقول أعطيك شعباً بلا أخلاق أيضا .

فقد انهارت الأخلاق وانعدم الضمير وكأن هذه المؤسسات تكاتفت لتدمر منظومة الأخلاق فنري الأسرة الواحدة لا يوجد احترام بين أفرادها ، وفي الشارع تجد ألفاظ خارجة وإباحية وعنف وجريمة وتحرش ، حتى أن مؤسسات العمل نفسها لم تسلم من انهيار منظومة الأخلاق وانعدام الضمير فنجد الوساطة او التخلي عن القيم والمبادئ والأخلاق هي طريق الكثير للحصول علي وظيفة ما ،وأصبحت الكفاءات والخبرات ليست معياراً للحصول علي وظيفة ما أو مكانة أو حق لك.
انهيار الأخلاق أدى أيضا إلى انتشار الفساد وتوغله داخل المجتمع مما أدي ألي تأخرنا .

فلا ينخدع بمن تراه جميلا من الخارج فلا تدري ما بداخله فلا جمال دون أخلاق مهما اكتسي خارجكم حسناً وجمالاً ، فالجمال الحقيقي يكمن في الخلق الحسن وسبب تقدم المجتمعات الأخلاق والضمير فليس العقل هو ما يميز الإنسان عن الحيوان ولكن خلقه وضميره ، فلا عجبا علي تخلف مجتمع انهارت فيه الأخلاق وقدر فيه العهر وانعدم فيه الضمير . نحن لا نحتاج إلى ثورة تطالب بالحريات والمساواة والعدالة الاجتماعية ولكن نحتاج أولا إلى ثورة أخلاق فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
وفي النهاية اعتذر إذا كانت كلماتي ينقصها شئ من التفسير فليس كل مكتوب مفهوم وليس كل مفهوم مكتوب .

Araby Day

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية
أخبار عامة

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية وتهدد بالرد بالمثل على قرارات ترامب

إيران قامت بالرد على ما تم إصداره من عقوبات أمريكية بحقها بأنها غير ذات أهمية وتتجاهل ما تم فرضه من
أردوغان
أخبار عامة

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل في زيارتها لتركيا بعد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا في