كتبت: هبة حزين
احتفل محرك البحث جوجل، اليوم الثلاثاء، بذكرى الميلاد 112 لرائدة الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي إنجي أفلاطون التى كانت بداياتها الفنية في الأربعينات، عندما أصبحت واحدة من أوائل النساء اللواتي التحقن بكلية الفنون في جامعة القاهرة حيث تتلمذت على الفنان والمخرج السينمائي كامل التلمساني والذي شجعها على ممارسة الفن والقراءة عن تاريخ الفنون وفلسفة الجمال، وعرَّفها بفنون التراث واتجاهات الفن الحديث،فأثناء دراستها في المرحلة الثانوية في مدرسة الليسيه الفرنسية، بدأت الطالبة إنجي تنمي اهتمامها بالأدب والتاريخ السياسي وحيث تعرفت على النظرية الماركسية، قبل أن تلتحق بحركة “إسكرا” الشيوعية عام 1944 وشهدت الفترة بين 1942 و1963 ذروة نشاط إنجي أفلاطون السياسي، فشاركت في تأسيس رابطة فتيات الجامعة والمعاهد والتحقت بلجنة الشابات في الاتحاد النسائي المصري، ثم في تأسيس اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية.

بدأت إنجي طريق الإبداع الفني قبل أن تدرس فن الرسم دراسة أكاديمية، إذ استقدم لها والدها معلما حين لمس شغفها بالرسم، لكنها رفضت الأسلوب الإملائي في الفن، فعاد والدها وألحقها باستوديو “جاتروس امبير” بالقاهرة، الذي أصبح بمثابة أكاديمية خاصة عام 1941، لكنها تركته بعد شهر واحد، بحثا عن الحرية في التعبيراتخذت إنجي من السريالية منهجا للتعبير عن نفسها فنيا، فصورت كل ما خطر ببالها بطريقة روائية، ويظهر ذلك في لوحات “الوحش الطائر” 1941، و”الحديقة السوداء” 1942، و”انتقام شجرة” 1943، وفي نفس الوقت تقريبا بدأت إنجي مشوارها الفني مع جماعة “الفن والحرية”، التي ضمت بين أعضائها محمود سعيد، وفؤاد كامل، ورمسيس يونان، وغيرهم.
في عام 1951 قدمت معرضها الخاص الأول، الذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي، سواء في اللوحات التي عبرت فيها عن هيمنة الرجل على المرأة، أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح للمصريين ضد قوات الاحتلال البريطاني.

عملت إنجي معلمة رسم بمدارس الليسية الفرنسية حتى عام 1948، ثم صحفية حتى عام 1952، ثم مصورة، ثم حصلت على منحة تفرغ من وزارة الثقافة المصرية عام 1965 .
وقد صدر لها كتاب بعنوان “80 مليون امرأة معنا” في عام 1947، وآخر بعنوان “نحن النساء المصريات” في عام 1949، وثالث بعنوان “السلام والجلاء” في عام 1951.
وأقامت الفنانة نحو 25 معرضا خاصا، في داخل مصر وخارجها. وكان أول معرض لها في القاهرة عام 1951، ثم معرض في روما عام 1967، ومعارض أخرى في
مدن موسكو، وبرلين الشرقية عام 1970.
كما أنها أقامت معرضا فنيا في نيودلهي عام 1979، وفي الكويت عام 1981.
وقد أقيم معرض لإحياء ذكراها بعد رحليها، في أتيليه القاهرة عام 1989.
وشاركت في عدة معارض جماعية دولية، منها بينالي ساوباولو عام 1953، وبينالي فينسيا عام 1952، وعام 1968. كما شاركت مع عدد من الفنانين المصريين في معرض ألاباما، بالويات المتحدة عام 1988.
وقد حازت إنجي أفلاطون على جوائز عديدة، من أبرزها جائزتان من صالون القاهرة عامى 1956 ، 1957 . والجائزة الأولى في مسابقة المناظر الطبيعية عام 1959.
كما حازت على جوائز دولية أبرزها وسام “فارس للفنون والآداب” من وزارة الثقافة الفرنسية عام 1985، 1986.
وتوفيت الفنانة الراحلة في أبريل/ نيسان عام 1989 عن عمر يناهز 75 عاما.