استطاع حسن الرداد أن يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في السنوات الأخيرة مما وضعه في منافسة قوية بين نجوم الصف الأول في السينما والدراما بمصر والوطن العربي، وعلى الرغم من أن البعض قد يراه محظوظاً إلا أن مشواره الفني كان مليئاً بالصعوبات بخلاف العديد من الأزمات التي واجهها في حياته الشخصية والتي غيرت شخصيته بشكل كبير، وفي هذا اللقاء يتحدث الرداد عن هذه الأزمات وكيف واجهها وهل أثرت عليه؟
هل تعتبر أن نجاحك كان سببه موهبتك فقط؟
أي نجاح يواجه تحديات وصعوبات ليست سهلة، ونجاح الإنسان ليس فقط في الموهبة بل بالقدرة على مواجهة المشاكل والتعامل معها بحكمة، فقد مرت على صعوبات كثيرة في بداية حياتي وكنت أعتذر كثيراً عن أدوار بطولة في مرحلة الانتشار التي كان من المهم جداً أن أتواجد فيها حتى يعرفني الجمهور، خاصة بعد الجزء الأول من مسلسل “الدالي”، لكنني كنت أشعر أن الدور لن يضيف لي شئ، ولم يكن قرار الاعتذار عن عمل فني سهلاً على الإطلاق خاصة في مرحلة الإنتشار ولكنني عندما دخلت الوسط الفني قررت أن أنتشر عن طريق الكيف وليس الكم.
هل شعرت أن هناك أعمالاً فنية قدمتها ولم تحظي بالنجاح الذي كنت تتمناه وسوء الحظ كان حليفها؟
بالتأكيد، ففيلم “نظرية عمتي” كان حظه سئ للغاية عند عرضه في السينما، لأنه طرح أثناء فترة حظر التجول ولم يكن هناك إقبالاً جماهيرياً كبيراً على السينما في ذلك الوقت، ولكنه عندما عرض على شاشة التليفزيون حقق نجاحاً كبيراً وردود أفعال الجمهور عليه كانت غير متوقعة.
وفيلم “كف القمر” أيضاً واجه نفس الظروف نتيجة طرحه في السينما عام 2011 بعد الثورة مباشرة.
وهل أرضاك النجاح الذي حققته هذا الأفلام عند عرضها في التليفزيون وعوضك عن ضعف إيراداتها في السينما؟
بالتأكيد، لأن العرض التليفزيوني للأفلام هو المقياس الحقيقي لجودة الفيلم، فالفيلم الجيد يستمر عرضه لعشرات السنين وكلنا نشأنا على أفلام إسماعيل ياسين وعلى الكسار ونجيب الريحاني وفؤاد المهندس ولم نهتم بمعرفة إيرادات هذه الأفلام عند عرضها في السينما، فأنا لا أريد التمثيل لمجرد تحقيق إيرادات، إنما حلمي أن أترك تاريخاً من الأفلام السينمائية التي تستمر لسنوات طويلة، وهذا لا يمنع أن إيرادات السينما دليلاً هاماً لجماهيرية الفنان ولكن تحقيق النجاح بعد العرض التليفزيوني يعوض عن ضعف الإيرادات في شباك التذاكر.
وعندما تشعر بحالة من الإحباط نتيجة عدم نجاح فيلم أو مسلسل، ماذا تفعل للخروج منها؟
أنا من الشخصيات التي لا تحب أن تعيش في الإحباط أو تكتئب لفترات طويلة، بمعني أدق “مبحبش أضايق نفسي”، وعلى الرغم من أنني أشعر أحياناً أن الحظ عاندني جداً، بسبب عدم قدرتي على تقديم أفلام كثيرة كل عام، وهذا سوء حظ كبير لي ولكل أبناء جيلي، فالتغير الاقتصادي وعدم رواج صناعة السينما أثر بشكل كبير علينا، وكل عام يمر من عمري لا يعود من جديد، فقد كنت أتمني أن أستطيع تقديم أفلام كثيرة وتاريخ طويل مثل نجوم الخمسينات والستينات، ولكن منظومة صناعة السينما قيدتني.
هل تشعر أن أدوارك الكوميدية حققت لك جماهيرية أكبر من أدوارك الرومانسية؟
النجاح في أدواري الرومانسية لم يقل عن نجاحي في الأدوار الكوميدية، ففي السينما الأفلام الكوميدية حققت إيرادات كبيرة وفي التليفزيون المسلسلات الرومانسية والإجتماعية حققت نفس النجاح أيضاً، فمسلسل “آدم وجميلة” كان طفرة في الدراما وقت عرضه وشجع الكثير من المنتجين على تقديم هذا النوع من المسلسلات، وعلى الرغم من العروض الكثيرة التي عرضت علي لتقديم مسلسل رومانسي جديد إلا أنني رفضت وقتها حتى لا أحصر نفسي في الأدوار الرومانسية فقط، وأعتقد أن الفنان هو من يفتح لنفسه مجالات جديدة، فأحياناً لا يرى الصناع الفنان في نوع معين من الأدوار ولا يستطيعوا أن يتخيلوا قدرته على تقديمه بشكل جيد، والدليل أنني في البداية كنت محصور في دور الشاب الغني مثل أدواري في مسلسل “الجماعة” و”إحكي يا شهر زاد” و”الدالي”، ولكنني عندما بدأت أتجه للأدوار الكوميدية فتحت لنفسي مجالاً جديداً ونجحت فيه.
هل تعرضت من قبل لمشكلة شعرت بعدها أنك تحتاج للذهاب إلى طبيب نفسي؟
لم أفكر في الذهاب إلى طبيب نفسي من قبل، ولكنني أعتقد أنني “مكلكع ومحتاج أروح له”، والحياة كلها اختبارات والله لن يضعنا في اختبار سهل، لذلك أعتقد أنني لو ذهبت لطبيب نفسي سأكتشف أن عندي أمراض كثيرة.
وما هي أصعب أزمة مرت عليك واستمرت لفترة طويلة؟
اعتد أن أفقد أشخاص غاليين على قلبي من أفراد عائلتي طوال الوقت كانت ولاتزال أزمة صعبة ، لأن عائلتي عانت من فقد الشباب كثيراً، فكل عام نفقد شاب من العائلة، فمنذ 5 سنوات انهارت إحدى عقارات العائلة وتوفى فيها 5 أفراد، وبعدها بفترة قصيرة توفى خالى، وبعده توفى إبن خالتي في حادث وكان عمره 30 عام، وقبلهم فقدت شقيقي رحمه الله في حادث أيضاً، لذلك شعرت فجأة أنني في صدمة لا تنتهى ولم يعد يفرق معي شئ في الحياة، وفقدت الشغف والحماس في حياتي بل والرغبة أيضاً في النجاح، لذلك أحاول طوال الوقت أن أجاهد نفسي من أجل أن أستمر في والنجاح وتقديم أفضل ما لدي مع كل هذه الأزمات التي تواجهني.
قبل الزواج من إيمي سمير غانم كانت تخرج شائعات عن زواجكما كل شهر تقريباً بل وترددت شائعات عن انفصالكما أيضاَ، كيف كنت كنت تتعامل مع هذه الشائعات؟
كنت أرفض التعليق عليها لأننا قررنا أن نعلن خبر الزواج عندما نحدد موعد زفافنا، وكانت هذه الاخبار مستهلكة بالنسبة لنا، لا نهتم بها أو نلتفت إليها، وقد كانوا يزوجونا كل 3 أشهر تقريباً ولا أعرف السبب في ذلك، فهناك نوعاً من الصحافة تحب دائماً أن تتحدث في أموراً تحدث عنها الناس كثيراً لدرجة أنني شعرت في وقت من الأوقات أن إسمي مكتوباً على جوجل حتى يظهر خبر أوتوماتيكي كل شهرين عن زواجي!