بعد عامين من الانقطاع عاد الفنان أحمد مكي من جديد للدراما الرمضانية بمسلسل خلصانة بشياكة أحد المسلسلات الكوميدية الذى يعرض في شهر رمضان.
الأجواء التى وضعت لمسلسل خلصانة بشياكة رفعت سقف توقعات الجمهور لما سيشاهدوه من دراما كوميدية بأبطال كوميدين من المقام الأول.
عود أحمد مكي للتليفزيون في حد ذاته حدث للجمهور، فبعد تعلقهم بمسلسل الكبير أوى الذى انتهى في عام 2015، انتظر محبي مكي على أحر من الجمر.
كذلك الحال في عودة هشام ماجد وشيكو للدراما التليفزيونية بعد انفصالهم عن أحمد فهمي.
علمًا بأنّ آخر عمل تلفزيوني قدمه الثلاثي كان في عام 2013 ومسلسل “الرجل العناب”.
بالإضافة إلى وجود عمل فني يجمع “مكي وهشام وماجد” ليكون ثلاثي جديد أمر مُثير للاهتمام والفضول.
فكرة المسلسل فريدة من نوعها
كل مقومات النجاح كانت أمام صناع العمل الدرامي، فاجتماع الثلاثي “مكي وهشام وشيكو” سبب رئيسي في تقديم كوميديا جديدة.
من جهة أخرى فكرة المسلسل نفسها فانتازية تدور بين الماضي ولاحاضر بشكل كوميدي وجذاب، فهي بالطبع فكرة رائعة.
لكن كان من المتوقع أن يخرج من الكثير، فالصراع الدائر بين الرجال والنساء هي فكرة جذابة تكون قاعدة شعبية عريضة.
تدور أحداث خلصانة بشياكة فى عام 2041 بعد الحرب العالمية الثالثة التخيلية التي دارت بين الرجال والنساء.
نتج عنها إبادة الكثيرين في حين لم يتبقَ من البشر سوى معسكرين أحدهما للنساء والآخر للرجال، ما يجعل الاثنين في حالة حرب مستمرة ومشتعلة معًا.
أثناء الحرب مشتعلة وعلى أشدها ظهر “الحاج والحاجة” وهما آخر ثنائي على ظهر الكوكب يحبان بعضهما البعض.
ليطلبوا من الفريقين عمل هدنة فيما بينهما، ويقوم الحاج والحاجة في تلك الفترة بقَص حكايات من الماضي عن الرجال والنساء ما قبل الحرب العالمية الثالثة.
من ينجح في الالتزام بالهدنة حتى النهاية سيتم منحه مفتاح لأكبر مخزن سلاح.
السرد الدرامي يقتل الفكرة الجيدة
طريقة سرد الحكايات التى يقصها “الحاج والحاجة” والنقلات بين الأحداث غير مرتبة ومفهومة وليست على وتيرة واحدة.
فالمشاهد يجد نفسه نقل من عصر الحرب العالمية الثالثة إلى الماضي، دون أن يمسك بخيوط القصة ولا طريقة النقل بين الأحداث.
هذا أهم أسباب فشل المسلسل الكوميدى، حيث أن الحلقات تنقسم إلى جزأين الأول أحداثه تدور بالمستقبل حيث حاضر الأبطال الحاليين.
الثاني عبارة عن اسكتشات تضم الحكايات المروية والتي تدور أحداثها بالماضي، لكن برغم من جودة الحكايات إلي أنها تبدو غير مفهومة ولا مرتبة في سياق القصة.
فلا يعرف المشاهد المغزى من إقحامها وسط الحلقات إلّا متأخرًا، ذلك يرجع إلى وجود نقاش بين الفريقين.
إلا أن يأتى “الحاج” ليقول “تعالوا نشوف” ويتم النقل مباشرة للقصة التى يحكي على الجيشين في فترة الهدنة فيما بينهم.
بالإضافة إلى ذلك تنوع الأسكتشات كل حلقة، أدى إلى إرباك المشاهدين، وهو ما جعل المشاهد يُطالب بأن يرسى صُنّاع المسلسل على شيء واحد.
إما أن تصبح تلك الاسكتشات بمثابة عادة شبه يوميه لنصبح أمام حلقات متصلة منفصلة واسكتش كل حلقة أو حلقتين.
إما أن تظل الأحداث كلها تدور بالمستقبل ومن ثَم يتم الشغل أكثر على الشخصيات والتطور الدرامي للأحداث.
إخراج المسلسل سبب في جذب المشاهد
جاء إخراج مسلسل خلصانة بشياكة جيد جدًا، حيث يجمع بين الديكور المناسب لطبيعة فكرة المسلسل، والأزياء والإكسسوار والموسيقي التصويرية.
فإخراج المسلسل جاء أفضل ما يكون، وهو ما يمكن أن يصيبنا بالغضب بسبب توفر كل عوامل النجاح لتأتي تفصيلة السيناريو فتنزل بالعمل لسابع أرض.
الحلقة القصيرة تدمر سياق الدراما
ساهم زمن حلقات المسلسل التى لا يتعدى إلى 30 دقيقة، في تدمير جزء كبير من جودة العمل الدرامي.
يرجع إلى ذلك عدم السماح للشخصيات بالتطور وفَرد المساحات لها بالشكل المرجو، وهو ما جاء على حساب كل من الكوميديا والقصة.
