أخبار عامة

دير اﻷنبا سمعان الخراز وقصته العجيبة

دير الأنبا سمعان

دير اﻷنبا “سمعان الخراز” هو واحدا من اﻷديرة المصرية العريقة ويقع بمنطقة المقطم بالقاهرة. وينسب هذا الدير لراهب زاهد هو “سمعان الخراز” ويعرف أيضا باسم “سمعان الدباغ”.

ﻷنه كان يعمل في دباغة الجلود وصناعة وإصلاح اﻷحذية. وكان يتصف بالتقى والصلاح. وفي ذات يوم أتت اليه أمرأة في دكانه لإصلاح حذائها. وبينما هي تخلعه أنكشفت ساقها فوعت عينه عليها فأشتهاها.

فأنب نفسه على هذه الزلة. وبلغ به الندم وتأنيب الذات لدرجة أنه قام بخلع عينه بالمخراز. منفذا وصية المسيح”إن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لأنه خيرا لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم”. والي هذا القديس الزاهد تعود قصة عجيبة ومثيرة. وهي-بحسب الروايات الكنسية وبحسب معتقداتهم- تحريك جبل المقطم من مكانه. وتبدأ أحداث القصة في القرن العاشر الميلادي في ولاية بطريرك اﻷقباط “إبرام السرياني”.

قصة الأنبا

وكان ذلك في عهد الخليفة الفاطمي “المعز لدين الله الفاطمي”. وكان للخليفة وزيرا أسمه “يعقوب بن كلس”. كان يهوديا وأسلم. وكان برغم إسلامه متعصبا ليهوديته القديمة. وكان كارها للنصارى خاصة لوجود خصم مسيحي يعزه الخليفة. وكان “ابن كلس”يخشى على منصبه منه.

فأستدعى واحدا من بني قومه يدعى “موسى”.ليجادل اﻷنبا “إبرام” في مجلس الخليفة. ولما كان الخليفة محبا لمجالس اﻷدب والمناظرات الدينية. فقد أستجاب لطلب وزيره. ولبى اﻷنبا “إبرام” دعوة الخليفة وأصطحب معه اﻷنبا “ساويرس”. وكان من نتائج تلك المناظرة أن أفحم الجانب المسيحي أبن كلس وصديقه موسى. اﻷمر الذي أوغر صدره عليهم أكثر. وقرر اﻷنتقام منهما. بتدبير مؤامرة للقضاء علي النصارى جميعا. ثأرا لكرامته.

فأخذ اليهودي يفتش في اﻹنجيل عن شئ يعجزهم ويبطل به حجتهم. وعثر على اﻷية التي يقولها المسيح”لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل أنتقل من هنا الى هناك فينتقل”. ولما عرضوا هذه الاية على الخليفة وجد أنه سيستفيد في الحالتين. فإذا كانت اﻷية صحيحة فهي فرصة لإزاحة الجبل بعيدا عن القاهرة ليتوسع في عمرانها. وإذا كانت باطلة فستكون دليلا على بطلان دين النصارى كله.

ومن ثم يقضى عليه تماما. أرسل الخليفة في طلب اﻷنبا “إبرام” وعرض عليه اﻷمر وخيره إما أن ينقل الجبل. أو في حالة فشله فعليه إما أن يعتنق اﻹسلام أو يترك البلاد أو الإبادة. فطلب اﻷنبا من الخليفة أن يمهله ثلاثة أيام. ثم يرد عليه جوابا. أمر اﻷنبا جميع النصارى في مصر بالصوم ثلاثة أيام وطلب كذلك من اﻷساقفة والكهنة والرهبان بالصوم والصلاة. وفي اليوم الثالث وفي أثناء نومه. رأى السيدة العذراء وأمرته أن يخرج الى السوق وأخبرته أنه سيجد رجلا بعين واحدة فأمسك به ولا تتركه لأنه الرجل الذي ستتم المعجزة على يده.

وهب من نومه مسرعا الي السوق ليجده أمامه. وسأله ما أسمك فقال الرجل أسمي “سمعان الخراز”. وأعمل بدباغة الجلود. فقص عليه اﻷنبا مادار بينه وبين السيدة العذراء. وأخبره أنه هو من ستتحقق علي يديه المعجزة. فمثل سمعان لﻷمر بعد أن عرف أنه أمر من السيدة العذراء. وأجتمع الخليفة وحاشيته في جانب واﻷنبا “إبرام” ورجاله في جانب. وبدأوا في السجود والقيام لثلاث مرات وفي كل مرة يرتفع الجبلثم ينخفض.

واذا ساروا سار أمامهم. وعندما هدأ الأمر وأستقر الجبل مكانه بعد نقله. نظر اﻷنبا “إبرام”. خلفه ليشكر “سمعان الخراز”. فلم يجده. فقد أختفى تماما….. والى الأبد. وفي عام 1988م. عثر كهنة وعلماء أثار على الهيكل العظمي لسمعان الخراز. في مقبرة الحبش في القاهرة القديمة.

كتابة وتصوير : محمد أنور

أيمن شوقي

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية
أخبار عامة

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية وتهدد بالرد بالمثل على قرارات ترامب

إيران قامت بالرد على ما تم إصداره من عقوبات أمريكية بحقها بأنها غير ذات أهمية وتتجاهل ما تم فرضه من
أردوغان
أخبار عامة

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل في زيارتها لتركيا بعد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا في