تزخر ثقافتنا بالكثير من المورثات من طقوس وعادات. ولكل طقس أوعادة متبعة أصل تعود اليه وأساس تستند عليه. وبمرور الزمان وتتابع اﻷجيال تمر هذه الطقوس بإضافات وتعديلات يضيف اليها ويضفي عليها كل جيل بحسب ما يراه وما يتناسب مع أراؤه ومعتقداته. ومن هذه المورثات “رقصة التنورة“.
ورقصة التنورة أو فن التنورة ليست مجرد حركات جسدية تصحبها إيقاعات موسيقية فحسب كما قد يراها البعض.
قصة التنورة
وإنما هي فن ينطوي على أبعاد دينية صوفية ورؤى فلسفية. ورقصة التنورة هي رقصة مصرية. تركية النشأة. فقد وفدت الينا في القرن الثالث عشر. ولكنها أكتسب الطابع المصري. وأصبحت مزيجا من الفلسفة والنزعة الصوفية والفلكلور المصري. وقد أضاف الفنان المصري في الدولة الفاطمية بعض اﻷلات الشعبية كالربابة والمزمار والصاجات وصمم لها ملابس تميزت بثراء الألوان.
ولظهورها لأول مرة في تركيا قصة. فقد بدأت “بالتكايا”. جمع “تكية”. حيث كان لكل شيخ طريقة صوفية تكيته الخاصة به. والتكية هي مضيفة للفقراء والدراويش وعابري السبيل وتقام فيها حلقات الذكر.
وكان الفيلسوف والشاعر التركي “جلال الدين الرومي” هو أول من قدم فن “المولوية” في تكيته الخاصة.
وهو الفن الذي أشتقت منه رقصة التنورة.
ورقصة التنورة تكون مصحوبة بالدعاء والذكر وترمز حركاتها الدائرية التي تؤدى بها الرقصة الى حركة الكون اللانهائية. وترمز أيضا الى الشمس التي تدور حولها الكواكب. كذلك يرمز دوران المؤدي عكس عقارب الساعة الى الدوران حول الكعبة. رافعا يده اليسرى مؤكدا على الصلة بين اﻷرض والسماء. ودورانه حول ذاته وتحرره من الطبقات التي يرتديها ناظرا الى السماء كأنما يتحرر من كل ما يعيق حركته في رحلته من اﻷرض الى السماء.