كتب/ أمجد زاهر
– يعرف المسرح بابو الفنون بسبب حقيقه ضمه للفنون السبع المختلفه،لذلك قام صناعوا العمل الفنى “سينما 30” بالجمع بين المسرح والسينما ،بانشاء علاقه قويه بينهم ،واثبات حاله خاصه تبهرالمشاهد للعوده للزمن الفن الجميل ،كاننا سنشاهد سينما الابيض والاسود على خشبه المسرح .
– وتدور احداث “سينما 30” حول تصوير اول فيلم مصرى ناطق فى الريف المصرى فى فتره الثلاثنيات ،وكان يتسم الفلاحين بالبساطه والسذاجه التى تمثل الطبقه الادنى المغصوبه على امرها،وفى الجهه الاخرى كانت شخصيات الطبقه الحاكمه من الباشا الاقطاعى والعمده الظالم والمأمور الفاسد ورجال الدين،ومن هنا يتضح الصراع بين السلطه صاحبه النفوذ والمال والشعب المذلول ،بعد ان جاء شخص للقريه يدعى “الغريب” وهو مخرج سينمائى ومعه المصور الذى يحمل الكاميرا، وينتهى أمر الفيلم بأشعال الثوره.
– كان الاداء التمثيلى فى هذه المسرحيه يصل الى لمحات من المبالغه الميلودراميه والافتعال المسرحى الكلاسيكى سواء على مستوى الالقاء او نبرات الصوت او لغه الجسد ،وهذا الشكل من الاداء مناسب لتلك الفتره من افلام الثلاثنيات.
– اما عن الديكور مسرحيه “سينما 30″،فكانت الكاميرا التى تشبة الحديديه هى بطلت العرض وتواجدها فى موقع عمق خشبه المسرح ،لكشف وتصويرالفساد والمؤامرات من اصحاب السلطه من قمع وظلم اهالى القريه الفلاحين .
– واوضح مخرج العمل “محمود جمال”بأن هدفه من صناعة تلك المسرحية هو العودة بالمشاهد إلى زمن لم يعشه ولكن ليس من خلال شاشات السينما بل بالعروض الحية على خشبة المسرح حيث التفاعل الكامل بين الممثل وعناصر العرض مع الجمهور، الذي تبهره قدرة الإضاءة على تصوير العرض وكأنه بالأبيض والأسود
– كما يعتبر عرض “سينما 30” الظهور الأول لتقنيات الأبيض والأسود على المسرح في مصر، فبأزياء معينه وحسابات دقيقة للإضائة تمكن صانعو العرض من إضفاء أجواء أفلام الأبيض وأسود على خشبة المسرح، فظهرت الديكورات والممثلون وكأنهم داخل قرية مصرية فى حقبة الخمسينيات، كما تصورها أفلام كثيرة أنتجت في فترة الستينيات بمصر وسط تركيز المنتجين والمخرجين وقتها على إظهار الريف المصري بعاداته وتقاليده التي أصبحت فيما بعد مغذياً لبعض قيم المدينة في مرحلة الهجرة من الريف إلى الحضر في نهاية فترة السبعينيات وبداية الثمانينات
– اخيرااستطاع هذا الدمج بين المسرح والسينما القديمه فى نبض وبعث حاله جديده بسحر الماضى على جمهور المسرح المصرى.
