شرين محمود ، فنانة تشكيلية، تمارس الفن منذ طفولتها. تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 2000 . لتنطلق خلال السبعة عشر عاما الماضية في رحلتها الفنية لتقيم العديد من المعارض الفردية والجماعية في مصر وعدد اخر من المحافل الدولية . وقد صرحت شرين محمود لليوم العربي قائلة
“كل معرض من معارضى له حالته الخاصة و يحمل رسالة إنسانية ، فانا أعشق التعبير عن رؤيتي باستخدام وسائط مختلفة، فأنا دائمة البحث عن وسيط جديد أنقل من خلاله رؤيتي و رسالتي، فلذة الإستكشاف و الدراسة تشعرني بالحياة والتجدد. تأتيني كل فكرة بوسيط ما أو وسائط متعددة، أترك العالم وأعيش فيها بحثا وتجارب حتي تخرج الي النور”.
وقد كان آخر المعارض التى شاركت فيها في يناير2017 بمدينة بريزبين في أستراليا وتضمن مجموعة من آخر أعمالها الفنية و هي بورتريهات ذاتية تناقش من خلالها الأثر المدمر للألم المزمن والمرض طويل المدي سواء كان جسديا أو نفسيا ، كيف يشوه رؤيتنا لأنفسنا ويغير فهمنا للعالم من حولنا.
في هذه المجموعه مزجت الفنانة شرين محمود ما بين عدة وسائط تشمل لوحات اكريليك علي كانفاس ورسم وتلوين علي الجسد ، وتصوير فوتوغرافى ، و تلاعب في الصور بالتكنولوجيا الرقمية .
وحين سألها المهندس أيمن شوقي اثناء حوارها مع اليوم العربي عن ما هية الرسالة التي توجهها من خلال أعمالك، وما هو مصدر إلهامك؟ ، فاجابت:
“من خلال أعمالى أبحث في الألم بوجوهه المختلفة ومستوياته العديدة، وأغوص بعمق في المشاعر الإنسانية الدفينة، والمعاناة الوجودية.تلهمني آلامي وألام البشر وآلام كل مخلوق له روح، فأعبر عنها و عن رؤيتي للحياة بصدق وجرأة”.
أري أن الألم يربطنا نحن البشر، فالمعاناة بإختلاف أشكالها هي جزء حتمي من التجربة الإنسانية ولكننا قليلا ما نعترف بذلك، و يتخيل كل منا أنه وحيد ومعزول في معاناته فيخفي آلامه وحقيقته كي لا يراها الآخرون، فتضيع أي فرصة لتواصل حقيقي، ويزيد بيننا إصدار الأحكام.
وآمل دائما أن أكون مصدر إلهام لنفسي ولكل البشر، أن ننزع أقنعتنا الزائفة ، ونعبر عن آلامنا ونعلن عن حقيقتنا ، حتي نتواصل علي مستويات عميقة، أن نقبل أنفسنا الشديدة التعقيد بأعمق مستواياتها ،حتي و إن كانت مظلمة في الكثير من الأحيان، و نقبل الآخر مهما كبر حجم إختلافه عنا، نرحم غيرنا ونشعر بآلامهم حتي وإن لم نتعرض لآلام مماثلة، نتوقف عن إصدارالأحكام على بعضنا البعض، ونأخذ العالم لمكان أقل وحشة وأكثر حب ورحمة وتواصل حقيقي ”
ومن ضمن الحوار أيضا
هل أثر إنتقالك للعيش بالخارج على العملية الإبداعية لديك؟
لا شك بأن كل تجربة يمر بها الفنان تؤثر فيه و في رؤيته و بالتالي في إبداعه، فتجربة المعيشة بالخارج كانت بالفعل احدى التحديات والخبرات المهمة التي أضافت لي الكثير، ولكنها تبقى تجربه من ضمن مئات التجارب التي أخوضها وتؤثر في وفي عمليتي الإبداعية.
ماهي مقبرة المبدعين من وجهة نظرك؟
عوامل كثيرة تساهم في نمو الإبداع ، تحرر الفكر في رأيي هو من أهمها ، فالإبداع أسلوب تفكير ورؤية مختلفة، وكلما تحرر الفكر وإتسع الأفق زادت القدرة الإبداعية والعكس صحيح، فالقيود والسجون الفكرية التي يصنعها الإنسان لنفسه ويعيش فيها طوعا هي من اهم العوامل التي تقتل الإبداع . فالإبداع هونظرة خارج الصندوق و تحرر من كل القيود في المقام الأول.
طموحاتك وأحلامك القريبة والبعيدة ؟
أحلم أن أستمر في نشر رسالتي ، وأن أساهم في نقل العالم لمكان أجمل، فيه تحرر ونمو وحب و رحمة وجنون وإبداع . أن أكمل مشواري في تحرير عقلي وقلبي من كل قيود وأن أحافظ على الطفلة الجميلة بداخلي بكل ما تحملة من براءة و صدق و جرأة في التعبير، فإستمرار وجودها ضمان لاستمرار الحياة والإبداع.
ما هي مشاريعك القادمة؟
أحضر حاليا لمعرض فردي جديد سيقام في أستراليا في أكتوبر القادم ، وسوف يكون لمتابعين اليوم العربي الحظ لتغطية هذا الحدث باذن الله في نهاية العام
