حنان البني ، السيناريست والناقدة الفنية ، التي استهلت قصة حب استمرت لعشرون عاما للفنان عبدالله محمود ببداية حديثها واللذي كان بعبارة فاجأها بها بقوله “تتجوزيني؟” ، عندما حلت ضيفة في برنامج “حياتنا” المذاع عبر فضائية النهار ، قصة حب استمرت لعشرون عاما ، بالرغم من زواج دام فترة قصير ورحل زوجها “عبد الله محمود” عن دنيانا منذ 12 عاماً .
كانا زملاءً في المعهد العالي للفنون المسرحية ، عندما بدأ يتابعها بنظراته عن بُعد ، دون أي حديث بينهما ، على حد قولها : وبالرغم من دراسته في شعبة مختلفة عما تدرس ، فقد كان يدرس التمثيل والإخراج وهي كانت تدرس النقد والدراما ، وفي المحاضرات المشتركة كان يترك كل ما حوله ويستمر في النظر إليها ، حتى لاحظت زيادة الأمر عن حده فقالت لإحدى صديقاتها: “بحس إن عينه خابطة في ضهري”.
وفي السنة الختامية وعند قرب أداء طلاب المعهد للامتحانات شعر «عبدالله» بقرب رحيل «حنان» عن أنظاره ، دون معرفة كيف سيلتقيها مرة أخرى ، ليضطر إلى التوجه إليها والتحدث لها للمرة الأولى قائلاً : «تتجوزيني» !!
كانت تلك المفاجأة باللنسبة لحنان ، على الرغم من الفرح الداخلي الذي انتابها ، لكن تلقت الكلمة ورحلت ، تروى هذه اللحظات فتقول : “أنا زقططت من جوه بس بصيت من فوق لتحت وكإني بقول إيه ده مجنون ولا إيه.. ومشيت” .
تابعك حكايتها وهي تقول : توجهت إلى المنزل وأنا في قمة الفرح ، كانحينها لا يزال في بداية طريقه الفني ، وظهر في أفلام «حدوتة مصرية» ، و«إسكندرية ليه» ، و«أبواب المدينة» ، ورغم تلك الأعمال كنت لا اعرف اسمه.
على الرغم من أن حنان لم تصدق عبدالله في البداية ، لكنه تابع توضيح الأمر لها ، فقام بالحديث الى أحد اصدقائه للحديث إلى صديقتها “داليا” ، وطلب مها أخبار حنان بأنه يريد التقدم اليها حقاً والزواج منها ، ولكن فور وصول والده من المملكة العربية السعودية ، لتنقل هذه الكلمات إليها خلال أحد الحفلات بالمعهد .
بعدها استغل «عبدالله» تواجد «حنان» في كافتيريا المعهد وشرح لها عن نفسه : «على فكرة أنا عندي أخ وأخت تانيين ، وأنا المسؤول عن والدي ووالدتي وإخواتي ، وأختي قربت تتجوز وأنا بجهزها ، أنا كان ممكن أستنى لما أجهز ويبقى عندي إمكانياتي وشقتي والكلام ده كله ، بس ما أضمنش إني هلاقيكي بعد الفترة دي” .
تتابع سرد قصة حب استمرت لعشرون عاما بقولها : “أنا بقيت ببص له وهو كل ما بينطق بحرف بيكبر في نظري أكتر ” ، واجهتها مذيعة البرنامج بقولها : “الكلام معجبش أهلك” ردت عليها : معجبهمش أي حاجه ، ورفضوا الفكرة كلها.
ولكن كيف وافق أهلها !!
تتابع حنان قصتها : تعرضت لصدمات نفسية شديدة ، ومع تدهور حالتي الصحية قال الطبيب للأهلي : «شوفوا هي زعلانة من إيه واعملوه لها» ، كان هذا هو السبب الذي وافق بسببه والدي على زواجنا .
تواصل حديثها عن أخلاقه العالية في نظرها ، عند انتقائه لمواضيع أعماله فتقول : “كان ممكن يقعد سنين يتعرض عليه أعمال ويرفضها ، كان بيقول أنا بدخل كل بيت ، لازم يكون ليا رساله ، علشان ميجيش حد يقول ربنا يسامحك علمت ابني حاجه مش كويسه”.
قصة حب استمرت لعشرون عاما منذ المرة الأولى التي قال لها فيها تتجوزيني ، واثنى عشر عاماً منذ وفاته ، ولا زال حبها له كما هو ، فتقول : “كل لما بشوف بشر بحبه أكثر”
وفي حديثها عن كرمه تقول :” ممكن ميكنش في جيبه غير 10 جنيه ، يديها لحد هوه شايف انه محتاج أكثر منه ، كنت أ‘ارض واقوله مش كنت هتعمل بيها كذا ، فيرد يقولي ربنا هيبعتلنا بدلها عشر عشر أضعاف ”
استمر الحب بينهما حتى أيامه الأخيرة، وقضت آخر 6 أشهر من حياته معه داخل المستشفى ، لأنه كان لا يستطيع النوم في مكان لا تتواجد فيه هي ، حسب روايتها: “كنت بحس إنه ابني بردو” ولم تستطع أن تكمل حديثها عنه لتأثرها الشديد .
قبل وفاة «عبدالله» كان دائم الحديث عن زوجته في أماكن التصوير، ففي أحد اللقاءات روت الفنانة سلوى محمد علي لـ«حنان» : ” أنا أول مرة أشوف كده ، كنا دايمًا في اللوكيشن نُستفز إيه الراجل اللي بيجيب سيرة مراته عمال على بطال حتى لو ملهاش دعوة بالموضوع اللي بنتكلم فيه” ، لتقول عن نفسها: “أنا كنت ست محظوظة إني اتحبيت الحب ده كله”.
رابط المقابلة :
