يعتبر اللاعب البرازيلي رونالدينيو، واحد من أساطير كرة القدم في العالم على مر تاريخها، بل أن بعض العاشقين لكرة القدم ذهبوا لكونه أفضل من لمس الكرة في العالم على مر العصور، وذلك نظرا لمواهبه وفنياته العالية، التي طالما أمتعت الملايين، وفي عيد ميلاد رونالدينيو سوف نلقي الضوء على أبرز المحطات في تاريخ هذه الأسطورة الكروية.
البداية في بورتو أليجري :
في يوم 21 مارس من عام 1980 وهو عيد ميلاد رونالدينيو ، ولد رونالدينيو في مدينة بورتو أليجري البرازيلية، في عائلة تتمتع بشغف وعشق كبير لكرة القدم.
في عامه السابع، بدأت علاقة الطفل رونالدينيو بكرة القدم من خلال مشاركاته في مباريات الخماسي، والتي كان لها أكبر أثر صقل موهبته في السيطرة والحفاظ على الكرة بين قدميه.
وفي سن ال13 وفي مرحلة الناشئين، سجل رونالدينيو 23 هدف في مباراة واحدة فقط، مما زاد من شهرته وتميزه بين زملاؤه.
بداية الإحتراف :
كانت بداية رونالدينيو الإحترافية لكرة القدم، عندما إنضم لمنتخب البرازيل تحت 17 سنة، في بطولة العالم التي أقيمت في مصر سنة 1997، والتي إستطاعت البرازيل التتويج بها.
من خلال ظهوره بشكل لافت للنظر في بطولة العالم للناشئين في مصر، كان في إنتظار رونالدينيو أول عقد إحترافي له للعب ضمن صفوف فريق جريميو البرازيلي بداية من موسم 1998.
أثناء اللعب لجريميو، لعب رونالدينيو مع المنتخب البرازيلي الأول في كأس العالم للقارات في 1999 والتي أقيمت بالمكسيك، وقدم رونالدينيو أداء رائع في البطولة، جعلته يحصل على لقب أفضل لاعب في تلك البطولة مناصفة مع اللاعب بلانكو.
باريس سان جيرمان وكأس العالم :
نظرا للأداء القوي الذي قدمه رونالدينيو مع فريق جريميو وكذلك المنتخب البرازيلي، كانت الأندية الأوروبية تتهافت علي شراء الموهبة البرازيلية الجديدة، والذي فضل بدء رحلته الأوروبية من عملاق فرنسا باريس سان جيرمان بداية من العام 2001.
أثناء اللعب في باريس سان جيرمان، كان رونالدينيو ضمن صفوف المنتخب البرازيلي الذي توج ببطولة كأس العالم في 2002 والتي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان.
الرحيل إلي برشلونة وصناعة التاريخ :
قضي الاسطورة البرازيلية رونالدينيو موسمين في باريس سان جيرمان، عندما جاءته الفرصة للعب في الفريق الذي طالما حلم بالإنضمام لصفوفه، حيث إنضم في 2003 إلي العملاق الكتالوني برشلونة.
كانت سنوات رونالدينيو مع برشلونة هي الأفضل علي الإطلاق، قضى اللاعب مع العملاق الكتالوني خمس مواسم، إستطاع خلالها تحقيق الدوري الإسباني والسوبر الإسباني لمرتين، كما حقق مع الكتالوني لقب دوري أبطال أوروبا مرة، وعلى المستوي الشخصي، حصل رونالدينيو على لقب أفضل لاعب في أوروبا مرة واحدة، ولقب أفضل لاعب في العالم مرتين، كما فاز بالكرة الذهبية مرة واحدة وهو ضمن صفوف برشلونة الاسباني، كواحد من كتيبة أرهبت العالم في وقت من الأوقات.
بداية السقوط والخروج من كتالونيا :
رغم موهبة رونالدينيو الفريدة من نوعها بشهادة كل اساطير الكرة وخبرائها، إلا أنه كان ينقصه شيء مهم، وهو الحفاظ على تلك الموهبة وضمان إستمراريتها وعدم تبديدها والتركيز على صقلها.
كان معروف عن رونالدينيو حبه الشديد للسهر والحفلات والحياة الصاخبة، وبدأت رحلته مع الحفلات والصخب منذ تواجده في فرنسا مع باريس سان جيرمان.
زاد الأمر سوءا في برشلونة، حيث بدأ رونالدينيو في إهمال تدريباته مما أثر على لياقته وصحته البدنية، وهذا ما دعى بيب جوارديولا في بداية مشواره مع برشلونة، أن يستغنى عن خدمات رونالدينيو، خصوصا في ظل وجود البديل ميسي والذي سيصبح خليفة رونالدينيو في برشلونة وكان أخر مواسمه مع البرسا موسم 2008.
رونالدينيو إلي الميلان :
رفض رونالدينيو عرضا من مانشستر سيتي الإنجليزي، ليتوجه فيما بعد للعب في صفوف ميلان الإيطالي لموسمين كان معظمها يقضيه على مقاعد البدلاء، وشهد الموسم الأخير له في الميلان إنخفاض ملحوظ في مستواه ولياقته البدنية، قبل أن ينهي تواجده في الميلان وفي أوروبا كلها عام 2010.
العودة إلي البرازيل :
كان الميلان هو أخر محطات رونالدينيو الأوروبية، ليعود بعدها إلي موطنه البرازيل في عام 2011 من بوابة فلامينجو البرازيلي.
وبعد موسم واحد مع فلامينجو، رحل رونالدينو إلي صفوف أتليتكو مينيرو والذي شهد عودته لشيء من تألقه القديم، حيث ساهم بقوة في حصول الفريق البرازيلي على ثلاثة ألقاب في موسمين قضاهم ضمن صفوفه، كما أنه توج بلقب أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية في 2013.
نهاية الحلم الكروي :
كان العام 2014 هو بداية النهاية للأسطورة البرازيلية، حيث بعد موسمين مع أتليتكو مينيرو، رحل رونالدينو في صفقة مجانية للمكسيك للعب في صفوف كويريتارو المكسيكسي لمدة موسم واحد.
وفي عام 2015 عاد رونالدينيو من جديد للبرازيل مع فريق فلومينيزي، ولكنه لم يمكث هناك إلا شهرين فقط قبل أن يفسخ النادي البرازيلي تعاقده مع رونالدينو، بسبب تردي مستواه وضعف أداؤه في المباريات التي لعبها مع الفريق والتي بلغت تسع مباريات فقط قبل أن ينهي رونالدينيو مشواره الكروي تماما في 2015.
وفي عيد ميلاد رونالدينيو الموافق 21 مارس ، لا يسعنا إلا الإحتفال بهذه الأسطورة الكروية النادرة، التي طالما أمتعتنا بسحرها ومهاراتها، ليستحق فعلا لقب أفضل من لمس كرة القدم على الإطلاق.
