في كل رمضان تتجه معظم الأنظار إلى مسلسلات رمضان التى أصبحت عادة، ويشتد التنافس بها حتى أصبح أعداد المسلسلات يزيد عن 50 مسلسل عربي هذا العام بين المصري والخليجي والسوري، ولكن هذا العام كان من إحدى الأعوام التى تألق فيها مسلسل الزيبق الذي يفتح ملف جديد من ملفات المخابرات المصرية، وعن حقبة جديدة من الزمن لم تتخطى نهايتها الثلاثين عاما كما تعودنا.
مختصر قصة المسلسل
تجري أحداث المسلسل عن عمر صلاح الدين الشاب المصري البسيط (كريم عبد العزيز )، الفنى الماهر في كاميرات المراقبة الذي يعمل كادحا لحد شركة يمتكلها لواء سابق، وبعد التحري يجد الضابط خالد ( شريف منير ) أنه يصلح كبذرة جيدة يقوم بزرعها في أثينا ليضعه أمام أحد المصريين الذين باعوا شرفهم ووطنيتهم تحت قدم الموساد الاسرائيلي ويدعى سالم ( شاهين ) حتى يتمكن من كشف الشبكة وتعطيلها كعملية من ضمن عمليات المخابرات المصرية في ملف الصراع المصري الإسرائيلي.
مميزات المسلسل والنقاط المحسوبة له
- البساطة والاتقان، وسرعة الأحداث بشكل جيد، فلا يوجد مجال للابتذال والمط أو كما نقول ( الحشو الفاضي ) لملء فراغات الحلقات لتكمل عددها ب30 حلقة، عما سبقه بالسنوات الخمس الأخيرة من مسلسلات مثل عابد كرمان الذى قام ببطولته تيم الحسن أو مسلسل حرب الجواسيس التى قامت ببطولته منة شلبي، وقد كان المأخذ الرئيسي للمسلسلين هو التطويل الشديد في حين أن يمكن أن يتم العمل الدرامي في أقل من 10 حلقات بشكسل مميزة وشائق ولائق.
- تتسم الموسيقى التصويرية للمسلسل بالتميز، ويمكن أن تعلق بالذهن قليلا وقد تميز بها وقد لمع بها الفنان ( مودي الامام ) فلا أحد ينسى أبدا فيلم الهروب للبطل الراحل أحمد زكي وأيضا فيلم ضد الحكومة، كذلك فيلم طيور الظلام الذى علق في أذهان الملايين بالموسيقى الخاصة به، ولهذا كانت بصمته واضحة بدون مبالغة مع خط سير المشاهد بالمسلسل.
- وضع اسقاطات ضاحكة تناسب العديد من المواقف بالمسلسل، فلم يتخلى المخرج وائل عبدالله من وضع لمسة خف الظل لكريم عبد العزيز، والسخرية من العديد من المواقف مما أضفى على المسلسل العديد من المصداقية والمتعة في المشاهدة.
أما المآخذ ( عيوب مسلسل الزيبق ) التى قد انتبه لها العديد ولكن لاتنقص من قدر العمل فهى:
- من عيوب مسلسل الزيبق صغر حجم دور الفنانة ريهام عبد الغفور التى تحلم بانجاب طفل من الضابط خالد (شريف منير) ولجوؤها بدون مبرر لجارتها التى تعالج العقم وبتر القصة فجأة مع اكتمال العلاج للطبيب مع طفل الانابيب، والتي انتهت بالفشل كذلك.
- صادف إحدى التعليقات أو الايفهات التى اطلقها طلعت زكريا عند اكتشاف شخصية الزبونة المنتحلة شخصية الشيخة الخليجية رهف عندما اطلق عليها ” انتى فاكرة نفسك أحلام ” مع العلم ان المغنية احلام كانت متواجدة في حقبة التسعينات ولكن الجمهور المصري لم يكن على علم بها مثل الآن.
- وضع دور غاية في الضآلة للفنان محمد الصاوى لايعد له أي فائدة بالمسلسل سوى انه امتداد للحشو في الحلقات وإن كانت لمحة سريعة عن ما يمكن ان يواجه الضابط خالد في خضم مسؤولياته العديدة.
- مرحلة اعداد وتدريب عمر صلاح ( كريم عبد العزيز ) لم تكن على القدر الكافي والقوى وتم المرور عليها سريعا في الحلقات الأولى من المسلسل.
- شاشات LCD من أحدث الموديلات التى كانت تتواجد على مكتب سكرتيرة سارة في اثينا لم تكن متواجدة في ذلك الوقت في التسعينات أيضا.
- تبديل الفنانة نهلة سلامة للشرائح في جهاز الموبايل كان لا يحتاج لها المؤلف، بل يكتفى أن يكون معها جهاز للاتصال بالاقمار الصناعية، وللعلم يمكن تتبع المكالمات وأن تغيرت الشرائح في جهاز الموبايل، عن طريق السريال الخاص بجهاز الموبايل IMEI ، وهى خاصية يمكن من خلال الكشف عن أرقام كل شريحة دخلت لأي جهاز موبايل.
- أطباق البث والوصلات، في منتصف التسعينات لم يكن هناك قنوات مشفرة سوى قنوات ART لو تكن بالانتشار الذي مكن بطل المسلسل عمل شبكة من الوصلات لأهالى الحارة أيضا.
وبعيدًا عن عيوب مسلسل الزيبق في النهاية على المستوى العام، العمل جيد ويعد من أفضل المسلسلات التى تم تقديمها في رمضان 2017، من وجهة نظر المتلقى العربي والمصري.
ومازلنا في انتظار أحداث الحلقات الختامية لوضع الرأى الأخير أمام المشاهد فقط لاغير.