أخبار عامة

دراسة علمية .. السمك صاحب ذاكرة قوية

دراسة علمية .. السمك صاحب ذاكرة قوية

عٌرفت الأسماك بأنها غبية وكثيرة النسيان، رغم أنها في الحقيقة يمكنها العد وتحديد الاتجاهات بل وحتى تذكر الأوجه لمدة طويلة .

طالما وصفت الأسماك بأنها ضعيفة الذاكرة، وكثيراً ما سمعنا كلمة ” ذاكرة السمك ”  وكان ذلك وصف للأشخاص سريعة النسيان ولكن الابحاث والتقارير العلمية الحديثة أتت لتثبت غير ذلك .

صفات يمتلكها السمك قد لا نعرفها أولها ..

  • الذكاء

 

هذه الكائنات الملساء في الحقيقة لا تقل ذكاء عن بعض الكائنات الحية في بعض النواحي، إذ أن الأسماك يمكنها أن تتذكر التفاصيل لعدة سنوات، كما أنها تقدّر الحيز المحيط بها أفضل مما يقدره نحن بنو البشر .

 

واكثر ما يحير بالموضوع , أن أغلب الناس ينظرون إلى الاسماك على أنها كائنات محدودة الذكاء ، برغم أن أنواع الأسماك في المحيطات تقدر بنحو 250 ألف نوعوليست نوع واحد بصفات معينة .

وربما ترسخت هذه الفكرة بسبب تحيز لا شعوري تجاه الأسماك مصدره أراء بالية عن تطور الأسماك.

ويقول كالام براون، الأستاذ المشارك بجامعة ماكويري بأستراليا، ونائب رئيس تحرير دورية “علم الأحياء السمكية”، أن الكثيرين يسيئون تقدير ذكاء السمك لأنهم يعتقدون أن الأسماك كائنات بدائية لم تتطور.

 

 

  • التطور

ويتابع: “في الحقيقة، أغلب الأسماك التي تعيش على كوكب الأرض الآن تطورت في نفس الوقت تقريبا الذي تطور فيه البشر”.

ولعلنا نقلل بدون قصد أو بدون علم من شأن القدرات المعرفية  للأسماك لأنها تعيش في بيئة مختلفة تماماً عن بيئتنا، أو بسبب معتقدات خاطئة رسختها الأفلام في أذهاننا عن ضعف ذاكرة الأسماك، أو ربما نرضى ضميرنا  ونفترض أن الأسماك كائنات غبية لا حول لها ولا قوة ولن تهتم إذا ما كانت ضمن نظامنا الغذائى .

وفي فيلم “البحث عن نيمو”، تقول دوري، سمكة التانغ الزرقاء كثيرة النسيان لنيمو: “أعاني من فقدان للذاكرة قصيرة المدى. فأكاد أنسى كل شيء على الفور.” لكن خبراء السلوك الحيواني  يسعون  لالغاء الفكرة التي تشكلت في أذهان الناس عن أن ذاكرة الأسماك لا تدوم لأكثر من ثلاث ثوان.

 

السمكة الذهبية

 

  • الذاكرة القوية

إذ أثبت الباحثون أن السمكة الذهبية يمكنها تذكر الأشياء والوجوة لمدة ثلاثة شهور، ويمكنها أيضا معرفة الوقت بطريقة بدائية. ففي دراسة أجريت عام 1994، درب الباحثون السمكة الذهبية على دفع رافعة صغيرة تعمل لمدة ساعة واحدة فقط في مقابل مكافأة. وتعلم السمك الاستفادة من هذه الفرصة ليُبرهن ويثبت  قدرته على مراقبة الوقت والتعلم والتذكر .

وهذه النتيجة لن تثير استغراب مربيهذة السمكة ، حيث انهم  يلاحظون أن أسماكهم تصعد إلى سطح الماء طلبا للطعام. ويقول فيل غي، من جامعة بليموث البريطانية، ومُعد الدراسة، “إن قدرة الأسماك على ترقب الطعام تميزها عن سائر الكائنات وتدل على أن بعض الصفات قد تطورت لديها مع مرور الزمن”.

سمك قوس القزح المرقط باللون القرمزي

 

ويقول براون “إن الكثير من الأسماك لديها القدرة على استرجاع التفاصيل التي مرّ عليها وقت طويل” ووفقا للدراسة  التى نشرها براون عام 2001، فإن سمك قوس القزح المرقط باللون القرمزي يمكنه ،على سبيل المثال، تذكر الطرق التي يمكنه من خلالها الهروب من المخاطر لمدة 11 شهرا.

ويتابع براون: “أغلب القدرات المعرفية لهذه الأسماك لا تقل كفاءة عن القدرات المعرفية لأكثر الحيوانات البرية، بل وتفوقها في الكثير من الحالات.”

 

سمك الغابي
  • التقدير ومعرفة الاتجاهات

ووفقا لدراسة نشرت في فبراير/ شباط 2017، تستطيع أسماك الغابي أن تخرج من متاهة مكونة من ستة تقاطعات متتالية. وفوق ذلك، بعد خمسة أيام من التدريب، استطاعت أسماك الغابي، التي يُقبل الناس على تربيتها في المنازل، أن تُحسّن من سرعتها في الخروج من المتاهة وتقلل من أخطائها.

ويقول تيرون لوكون كسيكاتو، من جامعة بادوفا بإيطاليا، إن أداء الأسماك كان مدهشاً، ويقترب من مستوى أداء الفئران. ويتابع كسيكاتو: “من المتوقع أن تنجح القوارض في مهام مشابهة لأنها تكيفت مع الحياة في الجحور التي تشبه المتاهة، على عكس الأسماك التي تعيش في المعتاد في بيئات مختلفة تماما، ومن لم يكن من التوقع أن تتعلم الأسماك الخروج من المتاهة بهذه السرعة”.

ويقول كسيكاتو ، إن أسماك الغابي ربما طورت قدراتها في التعرف على المسالك لأنها، إذا تُركت خارج الأحواض، ستعيش في جداول الأنهار المليئة بالعوائق.

 

سمكة الكهوف العمياء

 

ويقول براون إن الأسماك  عادة تمتاز عن البشر بقدرتها على تقدير العمق.

وثمة دليل غير مؤكد على أن الأسماك لديها ما يشبه “خلايا المكان” التي اكتشفت لدى الفئران في “منطقة الحصين” في الدماغ، وهي عبارة عن خلايا عصبية تنشط حين يشغل الحيوان مكانا محددا في بيئته. وتنشط خلايا المكان المختلفة في مواضع مختلفة، ولهذا تعد أساس الخريطة العصبية للفراغ المكاني لدى الثدييات.

وتوجد لدى الأسماك “خلايا لتحديد المكان” في منطقة من أدمغتها تقابل منطقة الحصين لدى البشر، وربما تستعين بها الأسماك لبناء ذاكرة للفراغ من حولها.

 

 

السمك رامى السهام
  • القدرة على أستخدام الادوات

وإلى جانب قدرة الأسماك على التعرف على المسار الصحيح، فإن الأسماك يمكنها استخدام الأدوات، وهي مهارة كانت تُنسب عادة للبشر دون غيرهم.

ولعل ابرز وأغرب الطريق  التى تستخدمه الاسماك بها الأدوات هي طريقة السمك “رامي السهام” أو “القناص” في استخدام الماء كأداة أو سلاح، إذ تقذف السمكة دفقة من الماء من فمها، مثل مسدس الماء، لتُصيب الحشرات فوق سطح الماء، وتستعين في ذلك بانكسار الضوء لتسطتيع ان ترى الحشرات بشكل اوضح ولكى تصيب الهدف  بطريقة حسابية معقدة .

وقد برهن ستيفان شوستر، من جامعة بيروث الألمانية، الذي لديه خبرة عريضة في دراسة السمك رامي السهام، على أن صغار هذه الأسماك تتعلم طرق الصيد المعقدة بمراقبة الأسماك الأكثر خبرة في الصيد.

وبعد أن يُطلق هذا النوع من الأسماك دفقة المياه ويُصيب هدفه، يُحدد المكان الذي سيسقُط فيه طعامه، ليلتقطه بأقصى سرعة ممكنه قبل خصومه، وكل هذا في وقت لا يتجاوز 40 ميلي ثانية.

ومن ممييزات هذا النوع من الاسماك , هى تمييز وجوة البشر فرامى السهام هذا يمكنة التعرف على وجة مألوف من ضمن 44 وجة اخر ,واكتشفوا أنها استطاعت التمييز بدقة بمعدل 89 % من المرات .

 

 

  • السمك يمكنه تقدير الكميات.

وفي دراسة علمية أجريت عام 2013، توصل الباحثون إلى أن أفراد من أسماك الغابي المولودة حديثا يمكنها اختيار المجموعة التي تحتوي على عدد أكبر من بين مجموعتين, وعادة ما تفعل ذلك لتجنب الضوارى الكبيرة , كما أن الأسماك عادة تفضل الانضمام إلى الأسراب ذات الأعداد الأكبر من الأسماك، إذا وضعت في بيئة مجهولة.

ويقول كريستيان أغريلو من جامعة بادوفا إن “قدرة صغار الأسماك على تعلم التمييز بين مجموعتين غير متساويتين، إنما يؤكد أن المهارات العددية، أو البعض منها على الأقل، تظهر منذ الولادة”.

كما يرى ان الاسماك لا تقل براعة عن الثديات والطيور فى تقدير الجماعات هل هى كبيرة ام صغيرة .

ثعبان البحر موراي العملاق
  • التعاون

إلى جانب مهارات العد، تتعاون الأسماك مع أقرانها من نفس النوع ومن الأنواع الأخرى , حيث تتعاون أسماك الهامور وأسماك السلمون مع ثعبان البحر لاستخراج الفرأس المختفية وسط الصخور

وفي دراسة أجريت سنة 2014، أوضح علماء أحياء أن السلمون المرقط الذي يعيش في الشعاب المرجانية يتعلم بسرعة كيف يختار أفضل ثعابين البحر مهارة في الصيد. وأجرى العلماء تجربة بوضع الطعام بعيدا عن متناول السلمون المرقط، وسرعان ما أدرك السلمون أنه بحاجة إلى شريك ليعاونه في الحصول على الطعام.

وأظهرت التجربة أن السلمون المرقط ينجح على الأرجح بثلاثة أضعاف في اختيار ثعابين البحر الأكثر مهارة في الصيد في مقابل الثعابين عديمة الجدوى التي لا يمكنها مساعدته في صيد الفريسة

 

والان هل أيقنا بالفعل أن لهذة المخلوقات ذكاء خارق , ربما تتعارض معلومتنا التى أكتسبنها فقط من مشاهدة أسماك الزينة داخل الاحواض مع كل هذا , ولكن بعد كل هذة الدراسات أثبت السمك انة يمتلك ذكاء قوى جدا .
ولكن يبقى السؤال هل يبقى السمك فى نظامنا الغذائى برغم كل ذلك ؟

Araby Day

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية
أخبار عامة

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية وتهدد بالرد بالمثل على قرارات ترامب

إيران قامت بالرد على ما تم إصداره من عقوبات أمريكية بحقها بأنها غير ذات أهمية وتتجاهل ما تم فرضه من
أردوغان
أخبار عامة

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل في زيارتها لتركيا بعد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا في