شهدت مصر في حقبة من تاريخها قصة جارية حلبية تسعى لحكم مصر رغم أصولها غير المصرية وهي صاحبة السبيل الموجود على باب زويلة وقد كتب عليه أبيات شعرية جميلة، تدعى صاحبة السبيل والجارية التي كانت في طريقها إلى حكم مصر “نفيسة البيضا” والتي لقبت بهذه الصفة لاختلاف لونها بصورة ملحوظة عن لون المصريين حيث يتميز لونها بالبياض الشديد وتتمتع بجمال خارق.
تفاصيل قصة جارية حلبية
قامت “نفيسة البيضا” ببناء هذا السبيل بالقرب من باب زويلة من أجل أن تكون بالقرب من العابرين بهذا الباب وقامت أيضا بإلحاق كتاب خاص بتعليم الفتية بالحي بهذا السبيل، جاءت جارية ذات أصول شركسية من حلب إلى مصر في القرن الثاني عشر للهجرة أنقذها جمالها من العبودية وقام علي بك الكبير بعتقها وتزوجها، تزوجت بعد ذلك بالأمير المملوكي مراد بك نظير بعد وفاة على بك الكبير.

زواجها من أمير مملوكي أبعد عنها حلم أن تكون سيدة مصر الأولى حيث أنها بعد أن كان زوجها يسعى لحكم مصر وحده أما زواجها من أمير مملوكي يشاركه شخص آخر في حكم مصر أبعدها عن الطريق لحكم مصر، الارث الذي امتلكته بعد وفاة زوجها الأول جعلها من الأثرياء في هذه الحقبة وقامت حينها باستثماره بالتجارة وامتلكت القصور وعدد كبير من العاملين من الجواري والخدم.
النهاية المأساوية لقصة جارية حلبية
فر زوج نفيسة مراد بك بعد أن قام بالتعاون مع نابليون ومساعدة جيشه لاحتلال القاهرة وترك زوجته التي قامت ببناء علاقة جيدة مع قوات الاحتلال الفرنسي وذلك من خلال سماحها لهم بمعالجة الجرحى لديهم بقصرها إلا أن هذا لم يدوم خاصة بعد أن فشل نابليون في إقناع زوجها بوقف الحملات التي ينظمها ضده بالصعيد، صادر نابليون أغلب ممتلكات نفيسة ومجوهراتها التي كانت تقوم بمنحها من أجل فك أسر حريم المماليك.
عقب رحيل الاحتلال الفرنسي وتولي خورشيد بك السلطة ثم تركها بعد ثورة شعبية وتولى عقب ذلك محمد علي الحكم قام بمصادرة أملاكها وعادت مرة أخرى جارية فقيرة لا تملك شيء وتوفت في عام 1816.