أخبار عامة

قلعة قايتباي… قلعه مملوكية على أنقاض رومانية.

وقفت عروس البحر المتوسط تنتظر فارس أحلامها، وهي عروس كثر خطابها، وطمع كل أمراء الدنيا في وصالها، وكم ضحى من الرجال بحياتهم في سبيلها، وكم من الدماء أريقت تحت أقدامها، حتى ترضى وتختار أجدرهم بقلبها، حتى نال شرف إرضائها، فتى متيما بها، ذلك الأمير الذي من فرط حبها، وهبها أسمه فاقترن الى الأبد بأسمها…

وفي عام 1323م ضرب الأسكندرية زلزال شديد انهارت على اثره أعظم وأول منارة في العالم..

قلعة قايتباي وبنائها على أنقاض منارة الأسكندرية :

تعود تسمية القعلة الى بانيها السلطان “الأشرف قايتباي”  ولد في عام 1412 م وهو السلطان المملوكي التاسع عشر، وهو من المماليك الجراكسة، وبويع للسلطنة ولقب بالملك الأشرف، وكان من أطول السلاطين المماليك أستمرارا في الحكم، فقد أستمرت مدة ولايته ثمانية عشر عاما، تعرضت البلاد في أيام حكمه لأخطار خارجية عديدة، ويذكر انه تخاذل في نصرة صاحب الأندلس، الذي أستغاث به ولكنه لم يلقى له بالا فسقطت غرناطة، وكان قايتباي ذو نزعة صوفية، وكان محبا للعلم ومنشغلا به، وكان ذو عقل وحكمة، كثير المطالعة، وكان شجاعا مقداما، وله الكثير من الأثار في دمشق والقدس، وقلعته الشهيرة في الأسكندرية، والتى بناها في عام 1480 م بعد أن زار المدينة ورأى الأطلال الباقية من منارة الأسكندرية، فأمر ببناء قلعته على أنقاض المنارة وقد أستخدم في بنائها احجار من أحجار المنارة المتهدمة، وكانت بمثابة حصن منيع للمدينة، وحائط صد أمام الأخطار الموجهة للبلاد خاصة من الدولة العثمانية…

وللقلعة سورين من الأحجار الضخمة، أحدهما داخلي واخر خارجي، اما الداخلي فهو للجند ولتخزين السلاح، والخارجي فيحتوي على أبراج دفاعية، وتتكون القلعة من ثلاث طوابق، الطابق الأول به مسجد القلعة، أما الطابق الثاني فكان يحتوي على حجرات وقاعات، أما الطابق الثالث فكان خاص بالسلطان قايتباي وكان يجلس به ليراقب منه حركة السفن في البحر، وأيضا يوجد في نفس الطابق طاحونة لطحن الغلال وفرن لإعداد الخبز للجنود المقيمين في القلعة، وكان لأهمية القلعة وأستراتيجية موقعها، سببا في اهتمام الملوك والسلاطين على مر العصور، فقد أولاها السلطان الغوري أهتماما خاصا وزاد من تحصيناتها وفي جندها، كذلك أهتم بها العثمانيون عند فتحهم لمصر، باعتبارها بوابة مصر الشمالية، وجعلوا بها من من الجند من المشاة والبحرية وزودوها بالمدافع، ولكن ضعفت القلعة بضعف الدولة العثمانية ووقعت فريسة سهلة في أيدي الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية على الأسكندرية، ونجحت في الأستيلاء عليها ومن ثم دخول مصر، وبعد تولى “محمد علي” الحكم أعاد الى القلعة هيبتها و أهميتها وجدد أسوارها، وزودها بالأسلحة والمدافع الحديثة، وأبان الأحتلال الأنجليزي لمصر تهدمت أجزاء من القلعة، وتصدعت أسوارها وأبراجها جراء الهجوم.وبرغم كل ما توالى على عروس البحر المتوسط من خطاب وخطوب، ظلت شامخة ترنو اليها العيون وتهفو اليها القلوب، وبقيت قلعتها شاهدة على الزمان تحكي قصتها مع كل شروق وغروب…

 

Zaid sayed

About Author

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية
أخبار عامة

إيران تتجاهل العقوبات الأمريكية وتهدد بالرد بالمثل على قرارات ترامب

إيران قامت بالرد على ما تم إصداره من عقوبات أمريكية بحقها بأنها غير ذات أهمية وتتجاهل ما تم فرضه من
أردوغان
أخبار عامة

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل

أردوغان يعترض على تعبير الإرهاب الإسلامي في تصريحات ميركل في زيارتها لتركيا بعد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا في