حقاً.. لم نكن نتوقع في يوم من الأيام، وجود لعبة على الإنترنت تدفعنا للانتحار والموت، لعبة الانتحار شبح انتشر خلال 6 أشهر فقط.
بين نوفمبر 2015 وإبريل 2016، شهدت روسيا 130 حالة انتحار بين المراهقين بسبب لعبة الانتحار “الحوت الأزرق”.
“الحوت الأزرق” سر اللعنة
تسمى هذه اللعبة بـ “الحوت الأزرق”، وهى تأمر المراهقين في روسيا بتنفيذ مهام خطرة خلال 50 يومًا.
تبدأ المهام برسم حيوان الحوت على أيديهم أو أي مكان بجسدهم عبر آلة حادة، بالإضافة إلي مشاهدة أفلام رعب.
تأمرهم أيضا بالإستيقاظ في أوقات غريبة مثل الـ 4 فجرًا، على أن يأتي اليوم الـ50 متخذين قرار الانتحار.
اللعبة تتضمن عدة شروط قاسية، أولها أنه بمجرد البدء فيها لايمكنك تركها، فعليك الاستمرار للنهاية.
كما تأمر المشترك بأن المهام التي تحدد له لا يمكن أن يعرفها شخص آخر، ولا يجب الاعتراض علي الأوامر.
يجب إرسال صورة بكل الأوامر التي يتم تنفيذها، كدليل على اتّباعها والقيام بها.
تعتمد تلك اللعبة على جذب المراهقين ذوي النفوس الضعيفة، غير المستقرين نفسيًا، والذين يعانون من الاكتئاب.
بالتالي يسهل اندماجهم في أي شيء، وإملاء الأوامر عليهم، بحيث تعتمد اللعبة على غسيل الدماغ للمراهق، لينتهي الأمر بالانتحار.
انتحار 130 مراهق بتعليمات الحوت الأزرق:
كشفت الشرطة الروسية عن أن جميع المراهقين الذين انتحروا كانوا أعضاء في نفس “المجموعات” على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت طالبتان هما يوليا كونستانتينوفا 15 عامًا، وفيرونيكا فولكوفا 16 عامًا، ألقتا بأنفسهما من سطح مبنى مكون من 14 طابقًا.
نشرت الفتاة “يوليا”، صورة لحوت أزرق كبير على حسابها بموقع “فيسبوك” معلقة كلمة “النهاية”.
الأمر الذى جعل الشرطة تعتقد بأن اللعبة لها علاقة مباشرة في حالات الانتحار المنتشرة.
كما أصيبت فتاة أخرى بإصابات بالغة، بعدما ألقت بنفسها من الدور الخامس في سيبيريا.
بعد يومين ألقت فتاة عمرها 14 عامًا، بنفسها أمام قطار للركاب، بالإضافة إلى أقدم مراهق آخر عمره 13 عامًا، على الانتحار من مبنى مرتفع.
قبضت الشرطة الروسية على شابين قاموا بتصوير مقطع فيديو للفتاتين الروستين اللتين انتحرتا سويًا.
كما تمكنت الشرطة من تحديد هوية فتاة، اعترفت بأنها انضمت لمجموعة على “فيس بوك”.
كانت تُكلف بمهام لتنفيذها من خلال المسؤولين عن تلك المجموعة، وقالت إنها لم تتبع تنفيذ تلك الأوامر التي كانت تعتمد بشكل أساسي على إيذاء النفس.
بوتين يتدخل لحل اللغز:
أعلنت وسائل الإعلام الروسية أن ما لا يقل عن 130 طفلاً انتحروا في فترة الـ6 أشهر السابقة.
من جهة أخري، تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا، وأشار إلي أن “إثارة حالات الإنتحار بين الأطفال دون السن القانونية عبر الإنترنت هي مشكلة جادة حقاً”.
الجدير بالذكر، إنه تم القبض على شاب يُدعى فيليب بوديكين، 21 عامًا، وتم اتهامه بتنظيم 8 مجموعات بين عامي 2013 و2016، تشجع الشباب على الانتحار.
حاولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي توعية المستخدمين حول خطورة لعبة الانتحار.
إذا حاولت البحث عن كلمة الحوت الأزرق على “إنستجرام”، ستظهر لك رسالة فورًا تقول: “المحتوى المتعلق بالكلمات أو الوسوم التي تبحث عنها، غالبًا ما يشجع على سلوك قد يسبب الأذى، بل قد يقود إلى الموت.. إذا كنت تمر بصعوبات، نتمنى المساعدة”.
لكن أسفل تلك الرسالة هناك خيار آخر لتخطيها ورؤية المحتوى بغض النظر عن ذلك، وبمجرد أن ترى المحتوى المتعلق بتلك الوسوم والكلمات.
تجد صور مروعة وصادمة لإيذاء الجسد، وبعضها عبارة عن برك دماء على الأرض، وأخرى صور لرسم حوت بآلة حادة على الجلد.