قصة خطفت الأنظار فى فرنسا قلب عاصمة النور، حيث كان من المنتظر أن يتوجه أنظار العالم نحو الانتخابات الفرنسية.
بل ماحدث عكس ذلك تمامًا، المشهد المعتاد تحول من مشهد سياسي بحت وأرقام وإحصائيات إلى مشهد رومانسي لم نسمع عنه سوي فى الأساطير.
دارت فصول القصة بين المرشح الرئاسي “إيمانويل ماكرون” وزوجته الحالية “بريجيت ترونيو”.
حديث المرشح الرئاسي عن زوجته أمام الجميع، جعله الأكثر شهرة على مواقع التواصل الإجتماعي والعالم كله.
قال بكلمات رومانسية: “زوجتي لن تكون أبدًا خلفي، إذا تم انتخابي، عفوًا أقصد انتخابنا، ستكون دائمًا بجواري، لها دور ومكان”.
رغم فرق العمر الكبير بينهما الذى يصل إلى 25 عامًا إلا أن ماكرون تربطه قصة حب مع بريجيت التى كانت معلمته فى المدرسة.
بداية قصة الحب وتحدى ماكرون:
بدأت قصة حب ماكرون ومعلمته بريجيت، عندما رآها في المدرسة وكان عمره 15 عامًا.
أخبر ماكرون معلمته التى كانت تبلغ 40 عامًا حينها، أنه سيتزوجها، فقد قال لها: “مهما فعلت سأتزوجك” حسب ما قالت بريجيت.
ولد ماكرون في أواخر ديسمبر 1977، لأسرة من الطبقة الوسطى في شمال فرنسا، ألحقته بالمدارس الكاثوليكية الخاصة.
عندما لاحظوا حُبه الشديد لمدرسته، أبعدوه عن تلك العلاقة، وأُرسل لإتمام دراسته في مدرسة تابعة لمؤسسة للنخبة في باريس.
انحدرت بريجيت من عائلة برجيت ترونيو من أثرياء الشمال الفرنسى، ومعروفة بحقل صناعة الشوكولاتة والحلويات.
كانت متزوجة قبل “ماكرون” وأماً لثلاثة أولاد، أحدهم يكبر ماكرون بعامين.
طلاق بريجيت والزواج من تلميذها:
بدأت العلاقة بين الطرفين عندما شارك ماكرون، الذي كان يبلغ 18 عامًا آنذاك، في المسرحيات، التي تقدمها معلمته، على مسرح مدرسة الجيزويت الخاصة في أميان بشمال فرنسا.
كانت بريجيت تشرف على نادي الدراما، بينما ماكرون كان عاشقًا للأدب ويريد أن يصبح روائيًا، عضوًا في النادي.
وبعد فترة انتقل ماكرون من أميان إلى العاصمة باريس، لإنهاء المرحلة الثانوية، ولم ينقطع الاتصال بينه وبين بريجيت.
تقول بريجيت في فيلم وثائقي: “شيئًا فشيئا، تغلب ماكرون على مقاومتي للأمر بطريقة مذهلة وبصبر طويل”.
تابعت: “لم يكن مراهقًا، بل كانت لديه علاقات متوازنة مع الآخرين”.
ويقول أحد زملائه في أيام الدراسة: “كانت المدرسة مُعجبة بقدراته الكتابية، وكانت تقرأ أعماله باستمرار في الحصص الدراسية”.
وأشار زملائه إلى أنها كانت “قصة حُب من أول نظرة بين ماكرون التلميذ وبريجيت معلمته”.
لم تستمر بريجيت فى زواجها بسبب علاقة الحب القوية، فطلقت عن زوجها وانتقلت إلى باريس للعيش مع ماكرون.
وتزوج الثنائي عام 2007، ومع ذلك لم تأخذ بريجيت لقب عائلة ماكرون بعد الزواج، ولكنها دائمًا بجانبه تسانده وتساعده.
وعلق ماكرون على ذلك قائلاُ: “هي موجودة دائمًا في حياتي، وكانت دائمًا موجودة”.
قال ماكرون خلال خطابه الشهر الماضي في إطار حملته الانتخابية، عندما قبّل زوجته على المنصة، “أدين لها بالكثير لأنها ساهمت كثيرًا لكي أصبح الشخص الذي أنا عليه الآن”.
يذكر أن ماكرون تخرج في المدرسة العليا فى 2004، عمل كمفتش عام للمالية لمدة ثلاث سنوات.
ثم انتقل بعد ذلك ليعمل فى لجنة مهمتها إيجاد سياسة مالية تدعم الاقتصاد الفرنسى تحت رئاسة جاك أتالى، مستشار الرئيس الاشتراكى الراحل، فرانسوا ميتران.
وفى 2008، ترك ماكرون مجال الإدارة العليا والتحق بمصرف “روتشيلد” ليكتشف عالم أسرار البنوك والمالية.
قال ماكرون لجريدة “لوموند” الفرنسية، “لقد تعلمت مهنة، واكتشفت كيف يسير عالم المال والاقتصاد”.
يُعتقد أن ماكرون 39 عامًا، وزوجته بريجيت 64 عامًا، هما السكان الجدد للإليزيه، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مرشح الوسط على منافسته مرشحة اليمين مارين لوبن.
سيصبح بذلك أصغر رئيس عرفته فرنسا في تاريخها الحديث، وستصبح بريجيت 64 عامًا، السيدة الأولى.