مرحباً بك في نادي بالوتيلي
كان ذلك هو تعليق أحد مستخدمي موقع فيس بوك على تقرير نشره موقع these football times يتحدث عن مسيرة اللاعب المغربي عادل تاعرابت كيف أن موهبة كتلك التي يمتلكها جاءت مسيرته غير موفقة في العديد من الأندية وهل يمكن أن يعود مرة أخرى لـ نادي ماريو بالوتيلي.
وبعيداً عن التقرير وبالنظر للوهلة الأولى لهذا التعليق نجد أنه بالفعل لخص الكثير من السطور والكلمات التي كانت من الممكن أن تُكتب عن أوجه الشبه بين مسيرة تاعرابت والإيطالي ماريو بالوتيلي وسرد الأسباب التي جعلت مواهب مثل تلك لا تذهب سُدى بعد ظهورها بوقت قصير .
وبالطبع فالأمر ليس مقتصراً على هذان اللاعبان فيوجد أيضاً من هم يستحقوا “الإنضمام لنادي بالوتيلي” لأنهم يشتركون في نفس الصفات والعقلية والتي جعلت مسيرتهم متشابهة فخيبوا أمل الجميع وأضاعوا على أنفسهم تسطير أسمائهم في سجلات النجوم الكبار ، فما بين إهمال في تنمية وإستغلال الموهبة والكسل في تطوريها والدخول في مشاكل لا طائل منها بالإضافة للإصابات المتكررة جاءت كل تلك الأشياء لتجعل حياتهم الرياضية تأخذ مُنحنى مغيار تماماً عما كان يجب أ، تكون عليه .
الغريب في الأمر أنهم وبلا إستنثاء قد حظوا بأكثر من فرصة للعب في صفوف أكبر الأندية ولكن مع كل مرة كان يوجد إصرار عجيب منهم على تضيع الفرصة تلو الأخرى فالصفات التي ذكرناها من قبل كفيلة بأن تحبط مسيرتهم الواعدة منذ بدايتهاً .
-
ألكسندر باتو
ذلك الشاب الواعد في فريق إنترناسونالي البرازيلي والذي أستطاع لفت أنظار الجمهور له منذ اللحظة الأولى أثناء مشاركته في كأس العالم للأندية عام 2006 لما يمتلكه من سرعة كبيرة ومهارات رائعة جعلت الجميع يتنبأ له بأنه سوف يكون له شأن كبير في المستقبل وسيسير على خطى أساطير بلاده كالظاهرة رونالدو والأسطورة روماريو وغيرهم وبالفعل بدأ الأمر معه بالرحيل مباشرةً إلى أحد عمالقة أوروبا ميلان الإيطالي وأستمر معه لمدة 6 مواسم كاملة حظي فيها بعدد معقول من المشاركات وصلت لـ150 مباراة لكنه لم يحرز سوى 63 هدف فقط خلالها .
ثم يبدو وأن باتو قرر محاولة إعادة التجربة من جديد بالعودة مرة أخرى لبلاده والإنضمام إلى صفوف كورينثيانز لمدة موسمين أحرز خلالهما 17 هدف فقط ثم حول وجهته إلى ساو باولو في موسمين تاليين تحسن خلالهما مردوده التهديفي وتمكن من تسجيل 38 هدف وبينما هو شعر بأنه قد حان الوقت لإعادة إحياء مسيرته في القارة العجوز فأنضم معاراً إلى تشيلسي ولكنه لم يشارك إلا بمباراتين فقط .
حاول باتو تغيير الأجواء الباردة في إنجلترا وقرر مع بداية الموسم الحالي الإنضمام إلى الغواصات الصفراء “فياريال الأسباني” ولعب معهم 17 مباراة لم يسجل خلالها إلا 6 أهداف فقط قبل أن يقرر الإكتفاء بتلك المسيرة الأوروبية والتوقف عن التنقل بين أنديتها فقرر أخيراً – وهو ما زال بعمر الـ27 – المغادرة إلى الوجهة الجديدة للعديد من اللاعبين الموهوبين أمثاله والإنضمام لصفوف نادي تيانجين الصيني .
-
روبينيو
تخيل أن تعطيك الحياة فرصة لتلعب مع أندية كـ” ريال مدريد ومانشستر سيتي وأسي ميلان” نعم هذا هو ما حدث مع “بيليه الجديد” أو الذي كان يلقب بذلك وقت ظهوره فالموهوب البرازيلي الصغير “روبينيو” منذ صعوده مع فريق سانتوس مثل الجوهرة السوادء فكانت مهاراته – كجميع اللاعبين البرازيليين- يتحاكى بها الجميع وكانت لقطاته المهارية تنتشر في كل مكان وأصبح إنتظار الجميع وتفائلهم به لحمل راية السليساو من بعد جيل العظماء هي مسألة وقت لا أكثر .
ولم ينتظر ريال مدريد كثيراً حتى تمكن من جلب اللاعب إلى صفوفه وإعطائه الرقم 10 فتعلقت به الآمال وبما سوف يقدمه البرازيلي الشاب بقميص الملكي وخلال ثلاثة مواسم فعلية قضاها معهم تمكن من الفوز بلقبي دوري وسوبر إسباني وبينما كان الجناح الشاب ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق قرر الذهاب إلى نادي مانشستر سيتي من أجل الإنضمام لمشروعه الجديد ولكن لسوء حظه مسيرته معهم لم تكن بالجيدة خاصةً في موسمه الثاني الذي لم يشارك فيه إلا في 12 مباراة فقط .
وييدو وأن اللاعبون البرازيليون أصبحوا معتادون على أنه في حال الإخفاق في أية تجربة أوروبية يقوموا بالعودة لبلادهم والإنضمام إلى أحد أنديتها ثم محاولة بداية مسيرة الإحتراف من جديد وبالفعل عاد روبينيو إلى ناديه الأصلي سانتوس لمدة موسم على سبيل الإعارة ثم عاد لأوروبا مرة أخرى من بوابة الروسونيري – ميلان- وقضى معه 4 مواسم ثم العودة لسانتوس معاراً مرة ثانية ثم تركه وذهب للدوري الصيني وأخيراً قرر الإستقرار في بلاده ووضع حداً لمسيرته المتذبذبة باللعب مع فريق أتلتيكو مينيرو .
لكن يبقى أن نذكُر بأن مسيرة روبينيو على المستوى الدولي جاءت أفضل بكثير من مسيرة مواطنه الأخر ألكسندر باتو فقد تمكن الأول من تمثيل بلاده في 100 مباراة دولية في حين أكتفى الثاني بـ27 مباراة فقط .
-
حاتم بن عرفة
منذ عدة سنوات ظهر لاعب من أصل جزائري في صفوف ليون يمتلك قدرة مذهلة على المرور من أي مدافع يواجهه فمهارته الإستثنائية التي يتملكها جعلته محط أنظار العديد من الأندية خارج فرنسا ولكنه بعد 4 مواسم قضاها مع فريقه وجد أن الوقت لم يحُن بعد لمغادرة الدوري الفرنسي فخاض تجربة أخرى في صفوف مارسيليا لمدة ثلاث مواسم وعندما حان وقت صقل موهبة تلك الجوهرة في دوري قوي كالبريميرليج أصبح من نصيب نادي نيوكاسل الذي أرتدى قميصه على مدار 4 مواسم لم يلعب فيها سوى 86 مباراة فقط دون ترك أي أثر واضح مع فريقه وتخللها إعارة لهال سيتي .
وها هي قد جاءت الفرصة أخرى لتكون نقطة التحول في مسيرته – والتي كان يفترض بها أن تكون كذلك- حينما أنضم إلى نيس الفرنسي الموسم الماضي والذي يعتبر هو أفضل مواسم بن عرفة وظهر تأثيره بشكل واضح مع فريقه وصل به الأمر لأنه أصبح اللاعب الأكثر مراوغة في الدوريات الأوروبية وبالطبع أستبشر محبوه خيراً بهذا المستوى خصوصاً عندما تم الإعلان عن إنضمامه إلى العملاق الجديد للكرة الفرنسية – باريس سان جيرمان- وتحت قيادة جديدة متمثلة في الإسباني أوناي إيمري مع إنضمام كوكبة جديدة من الموهوبين إلى الفريق ولكن ما لبث أن عادت خيبة الأمل لتضرب مسيرته من جديد بعدما أصبح وجوده أساسياً في تشيكلة فريقه محل شك .