في بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية، أعربت جمهورية مصر العربية عن إدانتها الشديدة للغارات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، مشيرة إلى أن هذا العمل يمثل تصعيدًا خطيرًا من شأنه أن يهدد الاستقرار الإقليمي والسلم الدولي.
وأكد البيان أن مصر تتابع “بقلق بالغ تطورات الموقف بين إسرائيل وإيران، خاصة في ظل هذه الهجمات العسكرية التي تُعد انتهاكًا واضحًا لسيادة الدول، وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. وأضافت الوزارة أن هذه الهجمات تُفاقم من التوترات الإقليمية في لحظة حرجة تمر بها المنطقة، بما يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة للتصعيد العسكري الواسع.
دعوة للحوار وضبط النفس
ودعت مصر جميع الأطراف، وخاصة إسرائيل وإيران، إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد المتبادل الذي من شأنه أن يجرّ المنطقة إلى مواجهات دامية يصعب السيطرة عليها. كما أكدت على أهمية العودة إلى الحلول السياسية والدبلوماسية كسبيل وحيد لتسوية النزاعات الإقليمية.
وحذرت القاهرة من أن استمرار الأعمال العدائية قد يؤدي إلى زعزعة استقرار دول الجوار، ويزيد من معاناة الشعوب المتضررة من الصراعات، ويضعف فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
موقف ثابت من احترام السيادة
أعادت مصر التأكيد على موقفها الثابت من احترام سيادة الدول، ورفضها لأي تدخلات أو هجمات عسكرية خارج الأطر القانونية الدولية، مشددة على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، مسؤولياته لوقف هذا التصعيد وحماية الأمن والسلم في المنطقة.

كما شددت الخارجية المصرية على أن الوقت الحالي يتطلب “أقصى درجات الحكمة وتغليب لغة العقل والحوار على منطق القوة والسلاح”، مطالبة بوقف فوري لأي أعمال عسكرية قد تزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
في سياق إقليمي مشتعل
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، إضافة إلى تحركات دبلوماسية وعسكرية متسارعة في أكثر من جبهة.
ويُخشى أن تؤدي الغارات الأخيرة إلى انفجار جديد في المنطقة يربك الحسابات الدولية ويهدد الأمن القومي لعدد من الدول، وهو ما تحذر منه مصر وغيرها من القوى الإقليمية والدولية.