في ليلة كروية لا تُنسى على ملعب “أليانز أرينا” بميونيخ، تُوج المنتخب البرتغالي بلقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعد فوزه المثير على غريمه التقليدي منتخب إسبانيا بركلات الترجيح. المباراة، التي أُقيمت مساء الأحد 8 يونيو 2025، كانت بحق نهائيًا يليق بتاريخ وعراقة المنتخبين، حيث شهدت إثارة وندية منذ الدقائق الأولى وحتى صافرة النهاية، وانتهى وقتاها الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2-2.
تفاصيل المباراة: إثارة وتألق
شهدت المباراة تقلبات عديدة في النتيجة، حيث افتتح منتخب إسبانيا التسجيل عن طريق مارتن زوبيميندي في الدقيقة 21، ليمنح “الماتادور” الأسبقية. لكن سرعان ما رد المنتخب البرتغالي بهدف التعادل في الدقيقة 26 عن طريق نونو مينديش، ليُعيد المباراة إلى نقطة البداية.
وقبل نهاية الشوط الأول، وتحديدًا في الدقيقة 45، عاد منتخب إسبانيا ليتقدم بهدف ثانٍ من توقيع ميكيل أويارزابال، ليضع البرتغال تحت ضغط في الشوط الثاني. ومع بداية الشوط الثاني، دخل المنتخب البرتغالي عازمًا على العودة، وكان له ما أراد عن طريق النجم الأسطوري كريستيانو رونالدو، الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة 61 مستغلًا خطأ دفاعيًا، ليُعيد الحياة لـ “برازيل أوروبا” ويُشعل أجواء المباراة.
استمرت الإثارة في الوقت الإضافي، حيث حاول كل فريق خطف هدف الفوز، لكن صلابة الدفاعات وتألق الحارسين حالا دون ذلك، لتتجه المباراة إلى ركلات الترجيح التي لا تعرف سوى لغة الأعصاب.
ركلات الترجيح: البرتغال تحسم اللقب
في ركلات الترجيح، أظهر لاعبو البرتغال رباطة جأش وحسمًا، بينما أهدر لاعبو إسبانيا بعض الركلات الحاسمة، ليحسم المنتخب البرتغالي اللقب لصالحه بنتيجة 5-3 في ركلات الترجيح، وتعم الفرحة الأجواء في معسكر البرتغال.
هذا التتويج يعكس قوة وعزيمة الجيل الحالي للمنتخب البرتغالي، ويؤكد على قدرته على المنافسة بقوة على أعلى المستويات. كما يمثل ضربة قوية للمنتخب الإسباني الذي قدم أداءً مميزًا في البطولة، لكنه لم يتمكن من حصد اللقب في النهاية.

تبقى هذه المباراة علامة فارقة في تاريخ مواجهات المنتخبين، وتؤكد على أن كرة القدم الإيبيرية دائمًا ما تُقدم لنا مباريات لا تُنسى.