بقلم : سعيد محمود
في مكان ما من أرض مصر، وفي حقبة من حقب الماضي، وبالتحديد منذ ثلاثين عامًا، كانت المؤسسة العربية الحديثة.. حيث يدور العمل فيها في هدوء تام وجدية مطلقة.. من أجل جذب عيون واهتمامات شباب العرب إلى عشق القراءة تحت شعار «نحن نخرج لك أحسن الكتب».
من أجل هذا الهدف عمل الناشر العبقري «حمدي مصطفى»، صاحب مشروع القرن، على رأس فريق أدبي نادر تم اختياره في عناية تامة ودقة بالغة.. فريق مبدع من طراز خاص واجه تحديات الأدب الغربي، واستطاع جذب الشباب العربي للقراءة عن طريق مجموعة رائعة من الروايات، أبطالها كلهم من أبناء جلدتنا.. ليشكلوا معًا نظرة أمل لجيل قادم و لمحة من عالم الإبداع وصفحة جديدة تدعى «روايات مصرية للجيب».
كان القطع المميز للروايات الذي يتيح للشباب حملها سهولة أحد أهم سمات روايات المؤسسة، وبالطبع لا يمكن أن ننسى الفنان الراحل «إسماعيل دياب»، الرجل الذي رسم بريشته أبطال السلاسل وأغلفتها، ليطبع صورهم في قلوب القراء قبل أعينهم.. لكن بعد مرور 30 سنة على خروج روايات المؤسسة للنور.. قرر القائمون عليها تحويلها لـ«روايات مصرية» فقط، وقاموا بتغيير القطع المميز لها ليصبح من الحجم العادي للكتب المتواجدة بالسوق، كما خرجت الأعداد الجديدة في معرض الكتاب الأخير بأغلفة خالية من الرسومات.
وبمناسبة مرور ثلاثين عامًا على صدور روايات المؤسسة وتغيير شكلها حديثًا.. دعونا نتحدث سويًا عن الإصدارات الأولى التي ساهمت في تشكيل وعي ووجدان جيل بأكمله.
وسنبدأ حديثنا عن كتابات واحد من أساطير المؤسسة العربية الحديثة.. الدكتور «نبيل فاروق».
من ملفات المخابرات العلمية.. سري للغاية
كانت باكورة أعمال الدكتور «نبيل فاروق»، مع المؤسسة العربية الحديثة، هي سلسلة «ملف المستقبل»، التي أخذتنا معها لعالم ممتع مثير، واجهنا فيه مع أبطالها البواسل بقيادة المقدم «نور الدين محمود» رجل المخابرات العلمية، أهوالا يشيب لها الولدان، وسافرنا معهم عبر الزمن والعوالم الموازية والمجرات، من أجل حماية الوطن ورفعته.. فتعالوا معا نفتح صفحات الملف الخالد.. «ملف المستقبل».
محمود.. البطل الملحمي «1»
شاب صغير ضئيل الحجم، عبقري في مجاله، يمتلك – رغم جسده الضعيف – قلب واحد من فرسان الأساطير القديمة، ولو قلنا إن فريق «نور» الدين محمود واجه ما هو أشد هولا من المستحيلات الثلاث، لن نستطيع أن ننكر حقيقة أصدق من كل الحقائق العلمية التي ذكرت في السلسلة، وهي أن محمود، خبير الأشعة الشاب بالفريق، هو المثال والبرهان على وجود ما يسمى بـ”الخل الوفي”.
في أول ظهور له مع «نور» ورفاقه، كانت عبقرية محمود في مجال الأشعة السبب في نجاح المهمة الأولى للفريق، عندما اكتشف طبيعة “أشعة الموت” التي هددت مصر والشرق الأوسط بأكمله، بعد أن سرب عالم خائن سر الجهاز الخاص بها لحفنة من المجرمين، لكن خبير الأشعة الشاب قرر ببساطة تبرهن على عبقريته، أن يوقف مفعول الأشعة القاتلة بواسطة مغناطيس قوي يطلق شحنة موجبة تجذب ما ينتج عنها من شحنات سالبة وتفقدها طاقتها التدميرية، قبل أن يمنع وصول رسائل التحذير من العالم الخائن لأعوانه، حتى يتمكن «نور» من القضاء عليهم.. لتنتهي أول مهام الفريق بنجاح باهر، مهد الطريق أمام ضابط المخابرات العلمية الشاب ورفاقه ليكونوا أهم فريق أمني علمي في مصر والعالم.
كان لمحمود دور هام في ثاني مهمات الفريق، فرغم أنه لم يشارك في حل لغز اختفاء الصاروخ العربي (الفاتح1)، والذي كان يعمل بوقود “أميني” يفوق الوقود الذري بتسع مرات، إلا أن نظريته التي حاول بها تفسير الاختفاء الغامض كانت سببا في ثقة مدير قاعدة إطلاق الصاروخ في أفراد الفريق، ما ساعد على سرعة التوصل للجواسيس الذين حاولوا سرقة سر الوقود الأميني وإيقاف التطور العلمي المصري والعربي، وأعطى قراء السلسلة انطباعا جيدا عن عبقرية خبير الأشعة الشاب.
في المهمة الثالثة لـ«نور» ورفاقه، بعد أن أصبح فريقهم هو المفضل لدى القائد الأعلى للمخابرات العلمية، كاد محمود يلقى مصرعه في أعماق البحار، بعد اكتشافه هوية سارق جهاز استخلاص الذهب من ماء البحر، ومحاولة المهندس المجرم قتله بوضعه في غرفة الغطس الموجودة بالمدينة العلمية تحت الأعماق، ورغم أن «نور» تمكن من إنقاذه في اللحظة الأخيرة، إلا أن ذلك أثر عليه نفسيًا وأفقده القدرة على النطق، لما كان يعانيه من عقدة قديمة من البحر، نتجت عن غرق أخيه الأكبر أمام عينيه وعدم استطاعته إنقاذه لكونه طفلا في عامه الأول يتعلم المشي بالكاد حينها.. لكن رمزي طبيب الفريق الرسمي نجح في علاجه من تلك العقدة وتمكن من شفائه منها نهائيا.
«انتهى الجزء الأول بحمد الله.. »
تم النشر في موقع اليوم الجديد سابقا