في خطوة عسكرية مفاجئة، أعلن نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد مواقع نووية إيرانية، وعلى رأسها منشأة “فوردو” شديدة التحصين، ألحق بها أضرارًا بالغة، لكنها لم تدمرها كليًا. جاء ذلك في أعقاب قصف نفذته قاذفات “بي-2″، ضمن عملية عسكرية قالت الإدارة الأميركية إنها تهدف إلى تقويض قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، وليس الدخول في حرب شاملة.
وأكد فانس في لقاء مع قناة NBC الأميركية أن “الولايات المتحدة لا تسعى للإطاحة بالنظام الإيراني”، مضيفًا: “لسنا في حرب مع إيران، نحن في حرب مع برنامجها النووي”. واعتبر أن ما تم تنفيذه “دمر البرنامج النووي الإيراني” إلى حد بعيد، دون المخاطرة بأرواح الطيارين الأميركيين، بحسب تعبيره.
ورغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن المنشآت النووية الثلاث المستهدفة “دُمّرت بالكامل”، تحفّظ فانس على تقديم تأكيد مباشر، مكتفيًا بالقول: “لن أخوض في معلومات استخباراتية حساسة، لكنني واثق أننا أخرنا بشكل كبير تطويرهم لسلاح نووي، وهذا هو الهدف الأساسي للهجوم”.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان هناك رد إيراني مباشر، قال فانس إن إيران بعثت “رسائل غير مباشرة” إلى الولايات المتحدة بعد الضربة، دون أن يوضح محتواها. كما أشار إلى أن قرار الضربة جاء بعد أن توصّل ترامب إلى قناعة بأن إيران “لا تتفاوض بحسن نية” بشأن تقليص برنامجها النووي، ما اعتبره فانس مبررًا كافيًا للتحرك العسكري.
على صعيد السياسة الدولية، نددت الصين بشدة بالضربات الأميركية على إيران، ما ينذر بتصعيد دبلوماسي قد يتجاوز حدود الملف النووي ليشمل التوترات الأوسع بين واشنطن وبكين.
أما على الساحة الداخلية الأميركية، فقد وجّه فانس رسائل طمأنة إلى المواطنين القلقين من احتمال انزلاق البلاد إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الوضع مختلف عن تدخلات السنوات السابقة، قائلاً: “أفهم قلق الأميركيين، لكن الفرق الآن أننا لدينا رئيس يعرف كيف يحقق الأمن القومي الأميركي، بعكس الرؤساء السابقين”.
الهجوم الأميركي يعكس توجهًا جديدًا أكثر حزمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، مع ترك الباب مفتوحًا لأي تطورات دبلوماسية أو تصعيدات عسكرية قادمة، تبعًا لرد طهران، الذي لا يزال حتى اللحظة غير واضح.