الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب يختلف كليا عن سابقيه ممن أداروا الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرهم إثارة للجدل والسخرية أحيانا سواء فى الداخل الأمريكى أو فى الخارج ، فمنذ استلامه للمنصب رسميا فى 20 يناير الماضى وهو يتخذ كل يوم قرارات جديدة تتقاطع كليا مع سياسة الولايات المتحدة على مدى عقود ، وهى قرارت تدور – حسب زعمه – حول مسائل متعلقة بالأمن القومى.
وكانت حصيلة قرارات ترامب مزيج احتجاز لاجئين وملاحقات قضائية وحركات مقاومة واستنكارات خارجية أيضا أبرزها مطالبة هولاند برد أوروبي حازم ضد ترامب .
محادثات تجارية جديدة مع بريطانيا
أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أنها قد توافقت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البدء فوراً بمحادثات مع المملكة المتحدة على مستوى عال من أجل إبرام اتفاق تجاري جديد يحمي المكتسبات الحالية عند خروج لندن من الاتحاد الأوروبي . وهى خطوة أثارت غضب بقية شركاء الاتحاد الأوروبى خاصة أن بريطانيا لم تخرج بعد من الاتحاد ، وهو ما أكدته الحكومة البريطانية من أن هذه الاتفاقية المزمع الحديث حولها سوف توقع بعد إلا بعدالخروج من الاتحاد .
بناء جدار على الحدود مع المكسيك
وقع ترامب مرسوما تنفيذيا لبناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، وهو الأمر الذى كان ترامب قد تعهد به خلال حملته الانتخابية من أجل أمن الحدود ، وأكد ترامب أن الجدار الذى سيمتد على مسافة 2000 ميل ويكلف 8 مليارات دولار ستشرع أمريكا فى بناءه ولكن المكسيك سوف تعوضها بنسبة 100% ، والمفارقة أن ترامب يؤكد أيضا أهمية هذا الجدار للمكسيك وليس فقط لبلاده لذا لابد أن يكون هناك دفع ، وردا على مرسوم ترامب علق الرئيس المكسيكى ومسؤلون مكسيكيون كبار أن بلادهم لن تتحمل تكاليف الجدار .
ومن الملفت للنظر أن “نتنياهو” كتب في تغريدة على تويتر يقول “الرئيس ترامب على صواب.. بنيت جدارا على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل. منع الهجرة غير الشرعية.. نجاح كبير وفكرة عظيمة”.
حظر سفر مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.
فى نهاية أول أسبوع له أصدر ترامب واحدا من أكثر القرارات المثيرة للجدل وهو حظر سفر مواطنى سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة وهو الأمر الذى أدى إلى تزايد التظاهرات والاحتجاجات المعارضة له والتى لم تتوقف حتى قبل تنصيبه رسميا ، وأدى القرار إلى وقف العديد من المسافرين من الدول المذكورة ، كما أثار القرار معركة قضائية مع ترامب ، وقالت ولايتان أمريكيتان أنه قرار غير دستورى ويميز ضد المسلمين ، وفى الوقت الذى دافع محامو الإدارة الأمريكية عن الأمر التنفيذي قائلين إنه “ممارسة مشروعة” لسلطة الرئاسة ، رفضت المحكمة القرار كما رفضته أيضا محكمة الاسئناف وقالت أنها لن تصدر قرار ضد محكمة أدنى وقالت بإجماع هيئتها المكونة من ثلاثة قضاة، إن الإدارة الأمريكية لم تثبت أن التهديد الإرهابي يُبرر الحظر. الأمر الذى أثار ترامب بتغريدة غاضبة عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قائلا إن الأمن القومي للولايات المتحدة في خطر، وأنه سيكون هناك تحديا قضائيا لحكم المحكمة، بعدما كان قد وصف المحكمة من قبل بأنها مسيسة.
ومن المحتمل أن تنتقل القضية إلى المحكمة الأمريكية العليا، وهي أعلى درجات التقاضي في الولايات المتحدة.
قطع المساعدات الفدرالية عن المدن الأميركية التى تحمي المهاجرين غير المسجلين
أصدر ترامب قرارا بتجريد المدن الأمريكية التي توفر ملاذات للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق قانونية من التمويل.تلك المدن التى ترفض سلطاتها المحلية اتخاذ اجراءات ضد مهاجرين غير مسجلين ويستهدف القرار بالدرجة الأولى المهاجرين وخصوصا من المكسيك الذين يعملون في الخدمات لكن دون حصولهم على وثائق رسمية ، وهو القرار الذى يهدد مدن الملاذ العشرة الأكبر فى الولايات المتحدة من مساعدات فدرالية تصل الى نحو مليارين وثلاثمئة مليون دولار سنويا .
ونظمت تلك المدن وقفات احتجاجية ضد قرار ترامب وتقول سايرا حسين- المدعية القانونية بمدينة سان فرانسيسكو:
“سان فرانسيسكو هي مدينة ملاذ، هذا حمضنا النووي، سنستمر في كوننا مدينة ملاذ في وجه القرارات الفدرالية العدائية، ونؤكد ان رسالتنا التي نرسلها لمجتمعات المهاجرين بيننا، هي انكم جزء منا”.
كما كان من أبرز القرارات تجميد الوظائف الحكومية ، وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق التجارة عبر المحيط الهادئ .
