عدد كبير من السيدات يتعرضون لكسر العظام أثناء فترة الحمل لأسباب عديدة منها فقد الاتزان او السقوط او التزحلق ، حيث ان 7% لا يستعملن حزام الأمان في السيارة نتيجة إنتفاخ البطن و صعوبة الجلوس مما يرفع من نسبة الإصابة بينهن ، بالأضافة الي هناك تغيرات فسيولوجية طبيعية تتعرض لها السيدة خلال فترة الحمل حيث يؤثر على أسلوب العلاج.
ومن هنا يقدم لنا الدكتور خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بطب عين شمس نصائح لكيفية التعامل مع كسور العظام للحوامل كالاتي :
1- إرتخاء الاربطة الطبيعي الذي يسمح بفتح الحوض اثناء الولادة لكن يسمح بالاصابة للأربطة أيضا في الحوادث.
2- زيادة كمية الدم في الجهاز الدموي مع زيادة عدد كرات الدم الحمراء و البيضاء مما يؤدي الي زيادة فرصة حدوث جلطات دموية اثناء الحوادث .
3- كبر حجم الرحم و خروجه من الحوض مما يضغط على الاوعية الدموية اثناء النوم على الظهر كما يزيد من إحتمال إصابته و الضغط على الرئة مما يجعل التنفس صعب .
4- صغر المساحة المتوفرة للرئة مع سرعة التنفس مما يزيد من قلوية الدم .
5- ضعف مؤقت في قوة العظام في صورة هشاشة مؤقتة تتحسن من نفسها بدون علاج
بالأضافة الي مراحل تكون الجنين يجب حسابها بدقة وخطورة التعرض لكسر العظام في كل مرحله :
في الثلاثة اشهر الأولى تتكون أغلب الأعضاء و بالتالي فخطورة حدوث عيوب خلقية نتيجة دواء او اشعاع تكون أعلى .. اما فيما بعد فتبدأ الأعضاء في الكبر حجما مع زيادة الدورة الدموية بالجسم.
ان تقييم إصابات السيدات الحوامل يحتاج الى تعاون بين ثلاثة أطراف رئيسية وهم (طبيب النساء و التوليد، طبيب جراحة العظام طبيب التخدير و الرعاية المركزة) ، فضلا عن طبيب الجراحة العامة او جراحة القلب و الصدر في حالة وجود إصابات شديدة او حوادث بالغة.
فالبعض يعتقد ان الاشعات تعطي جرعات خطيرة على الجنين ، لكن هذا غير صحيح يجب عمل فحوصات و تحاليل و اشعات حسب تقييم الحالة.
يفضل استعمال الموجات فوق الصوتية ، اما الرنين فهو لا يضر لكنه يحتاج لوقت طويل تنام فيه الحامل على ظهرها مما قد يضر الجنين في حالات الحوادث و إنخفاض الضغط ، حيث يفضل تغطية البطن بعازل رصاص من الامام و الخلف اثناء عمل الاشعات لتقليل الجرعة ، و بما ان إحتمال حدوث جلطات عالي فيفضل إستعمال الطرق الميكانيكية مثل الشراب الضاغط مع أقراص الاسبرين لأنها لا تضر بالجنين لمنع التجلط.
اما المضاد الحيوي فيمكن استعمال جرعات البنسلين و الكيفالوسبورين ، مع تفادي إستعمال الجاراميسين و الامينيو جليكوسادز
اما في حالة الإحتياج الى جراحة يجب اتخاذ الاحتياطات من جانب التخدير لتقليل فرصة حدوث مضاعفات تتعلق بالدورة الدموية او التنفس او الجهاز الهضمي.
كما يجب على جراح العظام استعمال الطرق التي تتضمن أقل إستعمال للأشعة اثناء الجراحة و يفضل ان تتم الجراحة للمريضة بالتخدير الموضعي او النصفي و ان تنام المريضة على جنبها لتقليل تأثر الدورة الدموية للجنين.
أخيرا
يفضل إعطاء الادوية عبر اوردة اليد و ليس الساق لتقليل الجرعات التي تصل الى الجنين كما يجب مراقبة حالة الجنين جيدا اثناء الجراحة و ليس الام فقط.
كتبته : نورهان محمد
