بقلم /هبة حزين
لطالما لعبت المرأة في مصر دورا مؤثرا في السياسة والمجتمع المصري منذ عهد الدولة الفرعونية وقد تجلي هذا الدور وبرز منذ قرن من الزمان وتحديدا أبان ثورة 1919 كان الشعب المصرى يصنع ملحمته العظيمة بالثورة ضد الإستعمار، عبّرت المرأة عن موقفها الوطني ضد الإحتلال وقامت بأول مظاهرة نسائية فى تاريخ مصراعلنت فيها كل إمرأة كسر الطوق المفروض عليها .
يوم16 مارس منذ 100عام شهد حدث المظاهرة وكان حدث جللا فهو الأول من نوعه فى تاريخ مصروقد تظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدى شعراوي منددات بالاحتلال البريطاني والاستعمار فأختير هذا اليوم يومًا رسميًا للاحتفاء بالمرأة المصرية
وقالت “درية شفيق” فى كتابها المراة المصرية من الفراعنة إلى اليوم إلى أن المعاصرين لثورة 1919، أكدوا أن الخطب النارية التي كانت تلقيها بعض طالبات المدارس في الشوارع، كان لها أعظم الأثر في إلهاب الجماهير تأجيج مشاعرها.

وخلد شاعر النيل حافظ إبراهيم دور المرأة المصرية فى ثورة 1919
بهذه الأبيات “خرج الغوانى يحتججـن ورحت أرقب جمعهن.. فإذا بهن تخذن من سود الثياب شعارهن.. وأخذن يجتزن الطريقَ، ودار سعد قصدهن.. يمشين فى كنف الوقار وقد أبَنَّ شعورهن.. وإذا بجيش مقبل والخيلُ مطلقة الأعنة.. وإذا الجنود سيوفُها قد صُوّبتْ لنحورهن”.
تأسيس الاتحاد النسائي المصري
مشاركة المرأة فى ثورة 1919 كان بداية التمرد على الحجاب الإجتماعى المفروض عليها و كان له أبلغ الأثر فى تأسيس الاتحاد النسائي المصري سنة 1923 كأول حركة وطنية أنشأت في مصر على يد الرائدة النسائية المصرية هدى شعراوي انضم الاتحاد النسوي المصري للتحالف الدولي للمرأة. وبدأ الاتحاد نشاطه الصحفي فأصدر صحيفة دورية تسمي “L’Egyptienne” منذ عام 1925 وأصدر صحيفة “المرأة المصرية” منذ عام 1937.

كانت أهداف الاتحاد محددة منذ البداية فطالب برفع مستوى المرأة لتحقيق المساواة بينها وبين الرجل في جميع المجالات السياسية والاجتماعية و بحق المرأة في الالتحاق بالتعليم العالى، وسن قوانين تحظر زواج الفتيات اللاتي لم تبلغن 16 عامًا، وإصلاح القوانين بهدف حماية المرأة من الظلم الذي كانت تعانيه بسبب تعدد الزيجات ومشكلات الطلاق وبيت الطاعة، وبمنح المرأة حق التصويت في الانتخابات
وقوبلت مطالب الاتحاد بإصلاح التعليم بالترحيب في عام 1925 عندما قامت الحكومة المصرية بسن قانون يلزم الفتيات كما الفتيان بالذهاب إلى المدارس الابتدائية، ولاحقًا بحق الفتيات في دخول الجامعة. وعلى النقيض من ذلك، قوبل اقتراح الاتحاد بإصلاح قانون الأسرة بالرفض وفي عام 2011 أعيد إحياء هذا الاتحاد، وبدأ العمل كمنظمة أهلية .
منذ ذلك التاريخ لم تكف المرأة المصرية عن المشاركة فى الحياة العامة وتجلت اسهاماتها فى شتي مناحي الحياة كعضو فعال فى المجتمع اثبت قدرته فى التحقق والتميز فى مختلف القطاعات وحقق الكثير من الاحلام والانجازات .