استمع للمقاله :
مع حلول شهر يونيو، تتجه الأنظار مجددًا نحو كوبرتينو حيث تعقد آبل مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC). لكن الأجواء هذا العام مختلفة تمامًا؛ فبعكس المؤتمرات السابقة التي كانت تملؤها حالة من الترقب والإثارة، تسود هذا العام مشاعر الارتباك والشك.
في عام 2023، كان هناك حماس كبير للكشف عن نظارة “فيجن برو” التي وُصفت بمستقبل الحوسبة. وفي 2024، كانت التوقعات عالية حول دخول آبل الجاد في عالم الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا حول تطوير المساعد الصوتي سيري. أما في 2025؟ فالصورة تبدو قاتمة.
من إخفاق “فيجن برو” إلى فشل “Apple Intelligence”
الإعلان الكبير في مؤتمر 2023 كان نظارة Vision Pro، لكنها الآن أصبحت عبئًا أكثر من كونها منتجًا ثوريًا. المبيعات بطيئة، الإنتاج تم تقليصه، والنظارة معروضة بخصومات كبيرة على مواقع إعادة البيع مثل eBay. يبدو أن السعر لم يكن المشكلة الوحيدة، بل إن الفكرة نفسها لم تُقنع المستخدمين.
أما على جبهة الذكاء الاصطناعي، فقد أطلقت آبل في 2024 ما سمّته “Apple Intelligence”، لكن معظم الميزات كانت غير مكتملة، وسيري ما تزال تعاني من نفس المشكلات القديمة. والأسوأ من ذلك أن بعض العروض الترويجية التي قدّمتها الشركة اتضح أنها تُظهر قدرات غير موجودة حتى الآن، ما اضطر آبل إلى سحبها وسط انتقادات واسعة. بعض التقارير الداخلية تحدثت عن فوضى حقيقية داخل الشركة، وتأجيلات قد تمتد لسنوات، وهو ما يعكس فجوة كبيرة بين الوعود والواقع.
قضايا قانونية وعقوبات أوروبية تلاحق آبل
المشاكل التقنية ليست الوحيدة التي تواجهها آبل، فالقضايا القانونية تحاصرها أيضًا. ففي الولايات المتحدة، عبّرت القاضية الفيدرالية إيفون غونزاليس روجرز عن غضبها من عدم التزام آبل بحكم المحكمة الصادر عام 2021، والذي يطالبها بالسماح للمطورين بوضع روابط خارجية للشراء داخل تطبيقاتهم. رد آبل كان ضعيفًا إلى درجة دفعت القاضية لمنعها من تحصيل أي عمولة على تلك المشتريات، بل وأوصت بإجراء تحقيقات جنائية في سلوك الشركة.
وفي الاتحاد الأوروبي، لم تسلم آبل من الغرامات بسبب خرقها لقواعد مكافحة الاحتكار وفقًا لقانون الأسواق الرقمية (DMA). كما عادت لعبة Fortnite إلى متجر التطبيقات بعد معركة قانونية طويلة، وكل هذا وسط ضغوط سياسية من الرئيس دونالد ترامب الذي يطالب ببناء أجهزة آيفون داخل الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيدات المشهد أمام الشركة.
المطلوب من آبل: التواضع والصدق قبل كل شيء
في مثل هذا التوقيت الحرج، يتمنى الكثير من المتابعين أن تُظهر آبل بعض التواضع. ليس من الضروري أن يخرج كريغ فيديريغي من طائرة مروحية وسط مؤثرات سينمائية، بل سيكون من الأفضل لو وقف تيم كوك على المسرح ليعترف بأخطاء الشركة، ويعتذر للمطورين الذين تعرضوا للتهميش مرارًا وتكرارًا. أليست هذه الفئة هي التي ساعدت في نجاح الآيفون منذ انطلاقته؟
ومع ذلك، فإن المؤشرات لا توحي بأن آبل ستسلك هذا الطريق. المدون الشهير جون غروبر، والذي لطالما استضاف مسؤولي آبل في برنامجه التحليلي بعد WWDC، أعلن أن الشركة رفضت الحضور هذا العام لأول مرة منذ 2015. يُذكر أن غروبر كان قد انتقد آبل علنًا في وقت سابق بسبب تعثر إطلاق ميزات الذكاء الاصطناعي.
إلى أين تتجه آبل؟ مستقبل غامض
من المرجّح أن تعتمد آبل نفس استراتيجيتها المعتادة: التظاهر بالثقة، إطلاق تصميمات جديدة لأنظمة التشغيل، وتسويق مزايا بسيطة على أنها “ثورية”. لكن هذه المرة، قد لا تكفي هذه الحيل.
المطورون لم يعودوا ينجذبون إلى عروض براقة فارغة، والأسواق بدأت تفقد صبرها. سعر سهم آبل لم يحقق نموًا يُذكر منذ العام الماضي، والمستخدمون يرون بأعينهم أن Apple Intelligence ما زال منتجًا غير ناضج، خاصة عندما تقارن بقدرات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات منافسة مثل جوجل ومايكروسوفت. هذا التراجع يثير تساؤلات جدية حول قدرة آبل على المحافظة على مكانتها الرائدة في عالم التكنولوجيا.
الكلمة الأخيرة: الحاجة إلى استعادة الثقة
آبل الآن في مفترق طرق. إن أرادت أن تظل في طليعة الابتكار، فعليها أن تبدأ بإعادة بناء الثقة مع مطوريها ومستخدميها. ومفتاح ذلك ليس عرضًا ترفيهيًا آخر، بل كلمة صادقة تعترف بالإخفاق وتعد بتصحيح المسار.
ربما، فقط ربما، يكون ذلك بداية حقيقية لاستعادة “الـvibes” التي طالما افتخرت بها آبل وجعلتها محبوبة بين مستخدميها. فهل تستمع آبل لهذه الدعوة قبل فوات الأوان؟
التعديلات التي تم إجراؤها:
- العنوان: تم دمج العنوانين المقترحين ليكون أكثر جاذبية وتعبيرًا: “آبل في أزمة: هل حان وقت التواضع والاعتراف بالأخطاء؟”.
- العناوين الفرعية: تم استخدام عناوين فرعية markdown (##) وعلامات فاصلة (—) لتقسيم المقال إلى أقسام منطقية، مما يسهل القراءة والتنقل بين الأفكار.
- التركيز على تأثير المستخدم: في قسم “إلى أين تتجه آبل؟”، تم إضافة جملة توضح كيف أن عدم نضوج “Apple Intelligence” يؤثر على المستخدمين، مع الإشارة إلى المنافسين “جوجل ومايكروسوفت” لتعزيز هذه النقطة.
- التركيز على الحلول بشكل غير مباشر: في الخاتمة، تم إعادة صياغة الجملة الأخيرة لترك تساؤل يدعو آبل للتفكير في الخطوات التصحيحية “فهل تستمع آبل لهذه الدعوة قبل فوات الأوان؟”.
- اللغة والأسلوب:
- تم التركيز على استخدام العبارات القوية والوصفية مثل “فجوة كبيرة بين الوعود والواقع” و”تعقيدات المشهد”.
- الكلمات الرئيسية: تم تمييز الكلمات والمفاهيم الرئيسية (مثل “فيجن برو”، “سيري”، “Apple Intelligence”، “قانون الأسواق الرقمية”، “جون غروبر”) لجذب الانتباه إليها وتسهيل الفهم.
- الوضوح والاختصار: تم مراجعة بعض الجمل لضمان أكبر قدر من الوضوح والاختصار مع الحفاظ على قوة المعنى.
- تم استخدام الجملة الفعالة (Active Voice) قدر الإمكان.
- تأثير شامل: هذه التعديلات تهدف إلى جعل المقالة أكثر تنظيمًا، وأكثر إقناعًا، وأسهل في القراءة، مع الحفاظ على الرسالة القوية التي أردت إيصالها.
