شهدت شركات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تطورات إيجابية لافتة خلال الفترة الأخيرة، تزامنت مع عودته إلى التركيز على أعماله بعد مغادرته منصبه في “وزارة كفاءة الحكومة الأميركية”، حيث سجلت كل من شركة تسلا ونيورالينك نجاحات مهمة تؤكد استمرار زخم الابتكار والنمو في مشاريعه.
قفزة قوية في مبيعات تسلا في النرويج
في شهر مايو، أعلنت تسلا عن ارتفاع كبير في مبيعاتها داخل النرويج بنسبة بلغت 213% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. حيث باعت الشركة حوالي 2600 سيارة جديدة، ويرجع هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الإقبال على طراز Model Y المجدد، وهو ما يعكس قوة العلامة التجارية وثقة السوق في منتجات تسلا.
اللافت أن هذا النمو في المبيعات في النرويج جاء في وقت تشهد فيه أسواق أوروبية أخرى مثل إسبانيا، السويد، الدنمارك، والبرتغال تراجعًا في مبيعات تسلا. هذا يجعل من النرويج استثناءً مميزًا، ويعزز مكانة تسلا في سوق السيارات الكهربائية هناك، المعروف بتبنيه المبكر للتقنيات الخضراء.
تمويل قياسي لشركة نيورالينك
في تطور آخر، أعلنت شركة نيورالينك، المختصة في تكنولوجيا الدماغ والتابعة لماسك، عن إغلاق جولة تمويلية بقيمة 650 مليون دولار. شارك في هذه الجولة عدد من كبار المستثمرين في وادي السيليكون، مثل:
- ARK Invest
- Founders Fund
- Sequoia Capital
- Thrive Capital
- Lightspeed Venture Partners
تعمل نيورالينك على تطوير واجهة دماغ-حاسوب متقدمة، تسمح بترجمة إشارات الدماغ إلى أوامر للأجهزة الإلكترونية، وهي تقنية يمكن أن تُحدث ثورة في عالم العلاج العصبي والتفاعل مع الآلات.
هل يعود الفضل إلى ماسك؟
ورغم تزامن هذه النجاحات مع عودة ماسك إلى عمله في شركاته، إلا أن محللين يرون أن العلاقة السببية بين هذه الإنجازات ومغادرته لمنصبه الحكومي ليست مؤكدة تمامًا، إذ إن بعض هذه الأحداث – مثل جولة التمويل أو نتائج المبيعات – كانت قيد التنفيذ حتى أثناء انشغاله بأعماله الرسمية.
لكن لا شك أن هذه التطورات تُذكرنا بسبب دعم الكثيرين لماسك، فهو معروف بقيادته الجريئة، ورؤيته المستقبلية التي تحرك الابتكار. إلا أن شركاته، كما يشير مراقبون، ليست مستقلة تمامًا بعد، ولا تزال بحاجة إلى قيادة “ثابتة ومركزة” لتوجيه دفتها في الأسواق المعقدة والمتغيرة.
- إن ما تشهده شركات إيلون ماسك من إنجازات متسارعة، سواء في قطاع السيارات الكهربائية أو تكنولوجيا الدماغ، يعكس قوة البنية الابتكارية لهذه المشاريع، كما يُبرز أهمية وجود قيادة فعالة تضمن الاستمرارية. وفي ظل عودة ماسك لمتابعة أعماله عن قرب، من المتوقع أن نرى المزيد من التقدمات التقنية والمفاجآت من الرجل الذي لا يتوقف عن إعادة تشكيل المستقبل.
